الجيش الأميركي استهدف فندق فلسطين ببغداد "عمدا"

كشف موقع إلكتروني أميركي معلومات تؤكد أن الجيش الأميركي وضع فندق فلسطين في العاصمة بغداد كهدف عسكري مع علمه بوجود صحافيين ومراسلي وسائل الإعلام فيه قبل قصفه الفندق في أبريل/ نيسان 2003 مما أسفر عن مقتل ثلاثة صحافيين إسبان.
جاء ذلك على الصفحة الرئيسية لموقع "الديمقراطية الآن" التابع للمحطة التلفزيونية الإخبارية التي تحمل نفس الاسم ويغطي بثها الولايات المتحدة وكندا، وذلك نقلا عن سيدة أميركية تدعى أدريان كين كانت تعمل سابقا برتبة رقيب في المخابرات العسكرية الأميركية كمترجمة من اللغة العربية.
وأكدت المعلومات التي ذكرتها كين أن لائحة الأهداف لدى القوات الأميركية ضمت عددا من الفنادق مع الإشارة إلى أن هذه القوات كانت على مسافة بعيدة عن مدى رمايات القذائف المضادة للدروع لدى قصفها فندق فلسطين، مما يدحض أيضا تبريرات القادة العسكريين الأميركيين الذين قالوا إن القصف جاء ردا على هجوم بالقذائف الصاروخية على القوات الأميركية.
وقالت كين إن المخابرات العسكرية كلفتها بمهمة التنصت على المكالمات الهاتفية الدولية في العراق منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2001، وإن المكالمات التي تم اعتراضها كانت تعود إلى منظمات إنسانية مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر وأطباء بلاحدود، إضافة إلى صحافيين ومراسلي وكالات أنباء.

وكشفت كين أنها قامت مرة بالتنصت على صحافيين أجانب كانوا موجودين في فندق فلسطين في بغداد، مؤكدة أن القيادة العسكرية سلمت وحداتها لائحة بالأهداف العسكرية المحتمل قصفها في بغداد ومنها الفندق المذكور رغم معرفة القيادة أن ساكنيه مجرد مراسلي ومصوري الصحف ووكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية المختلفة.
يشار إلى أن القوات الأميركية قالت إن القصف كان حادثة عارضة وغير مقصودة، بيد أن الشهادة التي قدمتها كين بالإضافة إلى وثائق أخرى أكدت أن القصف -الذي أودى بحياة مصور رويترز تاراس بروتسيوك وزميله الصحفي خوسيه كوسو ومصور آخر تابع لمحطة تيليسينو التلفزيونية الإسبانية- جاء تنفيذا لأمر عسكري صادر عن تلك القوات التي تلقت لائحة من القيادة تضع فندق فلسطين ضمن المواقع المستهدفة.
وكشفت الموقع أيضا أن قاضيا إسبانيا وجه قبل عام لثلاثة جنود أميركيين اتهاما بالقتل العمد، وهم النقيب فيليب ولفورد والمقدم فيليب ديكامب والرقيب شون غيبسون، غير أن واشنطن رفضت تسليم المتهمين الثلاثة وأسقطت الدعوى منذ مدة قصيرة.
ولفت الموقع أيضا إلى أن قصف فندق فلسطين جاء بعد يوم واحد من استهداف مقري محطة دبي التلفزيونية وقناة الجزيرة والذي أسفر عن استشهاد الزميل طارق أيوب.
وأشار الموقع إلى أن فيلما وثائقيا عرضته محطة تيليسينو الإسبانية تحت عنوان "فندق فلسطين.. قتل شهود العيان" ضم عددا من المقابلات مع مراسلي الصحافة الأجنبية الذين كانوا داخل الفندق لحظة القصف.
وقدم الفيلم أيضا شهادة عسكري أميركي يؤكد سماعه اتصالا بالمذياع بين القيادة والقوات الأميركية في بغداد يتضمن أمرا مباشرا بقصف الفندق، بالإضافة إلى مقابلة من الرقيب شون غيبسون الذي أطلق نيران مدفعه على الفندق.