ملتقى بأوكرانيا يناقش مشاكل الأسرة المسلمة بالغرب

محمد صفوان جولاق-سيمفيروبل
اختتم الثلاثاء في مدينة سيمفيروبل الواقعة بإقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا الملتقى الثقافي الأسري الأول تحت شعار "الأسرة المسلمة في الغرب".
وناقش الملتقى -الذي نظمته بالمركز الثقافي الإسلامي مؤسسة اتحاد المنظمات الاجتماعية (الرائد)- قضايا تهم الأسرة المسلمة المقيمة في الغرب، وخصوصا السبل التي تساعدها على الحفاظ على الدين والهوية وتربية الأبناء والاندماج.
ودعت مؤسسة الرائد -وهي أكبر مؤسسة رسمية تعنى بشؤون الجاليتين العربية والإسلامية في أوكرانيا– إلى هذا الملتقى عشرات الأسر المسلمة من شتى أرجاء المدن الأوكرانية، كما شارك فيه علماء دين وخبراء في التربية والأسرة وعلم النفس.
قضايا وإشكالات
ومن المشاركين في الملتقى إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي في كييف الشيخ عماد أبو الرب، ومدير مركز سيبويه لتعليم اللغة العربية في القرم علاء الغرباوي، ومدير مركز الرضوان الإسلامي في الإقليم سيران عاريفوف.
وبحث المؤتمرون قضية زواج المسلمين في الغرب وسبل تشكيل أسرة متينة رغم اختلاف العادات والتقاليد وحتى الديانات، وكذا واجبات الأزواج المسلمين في الغرب تجاه بعضهم البعض.
وحث المشاركون على ضرورة احترام عادات وتقاليد مجتمعات كل من الزوجين وعدم التفريط في الواجبات الدينية، وذلك في سبيل بناء أسرة متماسكة قادرة على الاستمرار والثبات.
تربية الأبناء
ودعا الملتقى إلى الحفاظ على الهوية، معتبرا ذلك أكثر ما يؤرق الأسر المسلمة في الغرب، خصوصا مع التفاعل السلبي لبعض المجتمعات الغربية مع بعض تعاليم الدين الإسلامي كالحجاب والصلاة وغيرهما.
وتطرق الحاضرون في الملتقى إلى قضية تربية الأبناء في الغرب، مستعرضين الإيجابيات التي توفرها بيئته كسيادة القانون والنظام والانفتاح العلمي والحريات.

وبالمقابل رصدوا سلبيات تؤثر في تربية الأبناء، خصوصا ما يتعارض منها مع الآداب والأخلاق الإسلامية والشريعة، كانتشار الاختلاط و"سوء استخدام الحريات" وانتشار الجريمة وغيرها، وكذلك غياب المؤسسات التعليمية الإسلامية في الغرب عموما وفي أوكرانيا بشكل خاص.
رد الجميل
وقالت رئيسة القسم النسائي والأسري في اتحاد الرائد سوزان البحيصي إن الملتقى يهدف إلى تقديم الدعم الثقافي للأسر المسلمة والارتقاء بمستواها في الغرب، وكذا إلى الحفاظ على الأسر والأبناء من الأخطار التي تواجههم في مجتمعات الغرب، خصوصا في مجالات الدين والهوية والتربية.
وأضافت البحيصي أن الملتقى يشكل مناسبة سنوية لتقوية العلاقات والروابط بين الأسر والتعارف بينها، مشيرة إلى أن أوكرانيا تتميز عن بعض دول الغرب بكونها لا تحرم مواطنيها المسلمين وكذا المقيمين على أراضيها من حق ممارسة تعاليم دينهم.
وتؤكد أن من واجب المسلمين في أوكرانيا أن "يردوا هذا الجميل عبر الارتقاء بذواتهم لتكون أسرهم فعالة ومتماسكة وتساهم في تماسك المجتمع المحيط بها".