جلسة حامية النقاش في مؤتمر حوار الأديان السادس بقطر

عدي جوني-الدوحة
ترأس الجلسة -التي تمتعت بحضور لافت لا سيما من الباحثين الأكاديميين وعلماء مسلمين ورجال الدين اليهود والمسيحيين- الدكتور آري ألكساندر من الولايات المتحدة.
وتعاقب على الحديث كل من د. محمد الحاج محمود من موريتانيا الذي قدم قراءة للعنف والدفاع عن النفس من المنظور الإسلامي ابتداء من ظهور الدعوة والأحداث التي واجهت الرسول الكريم محمد عليه السلام ووصولا إلى الغزوات التي خاضها وانتهاء بالفتوحات الإسلامية.
الحاج محمود ركز على فكرة الإسلام القائمة على السلام كطبيعة فكرية وعملية مستشهدا بالتحية التقليدية "السلام عليكم" رمزا متواصلا لمفهوم السلام في الدين الإسلامي ليس مع المسلم فقط بل مع كافة الأديان، مؤكدا أن المسلمين حتى في حروبهم مع الآخرين قاموا على مبدأ التسامح ولم يقاربوا العنف حتى عندما كانوا يدخلون البلاد فاتحين. واستشهد على ذلك بدخول الرسول الكريم فاتحا مكة وكلمته الشهيرة لأعدائه "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وتلا الحاج محمود في الحديث رئيس مركز إسحق رابين للحياة اليهودية في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الحاخام شاييم سيدلر فيلر الذي تحدث عن الأصولية في جميع الأديان كظاهرة تعمّق الاختلاف وبالتالي الوصول إلى حالة الصراع.
واعتبر فيلر أن الوقت حان بالنسبة لكل الأديان كي تعيد قراءة وتأويل النص الديني على أساس وجود ما وصفه "الإطار التاريخي للخلاف" وعدم استحضاره إلى الفعل المضارع كخلاف متجدد.
وأضاف أن لكل دين حقيقته الخاصة التي يقدمها من منظوره، وهذا برأيه -عبر الحوار والبحث عن القواسم المشتركة- يمكن لأي دين أن يرى في الطرف الآخر استكمالا للحقيقة من منظور مختلف.
ومن هذا المنطلق قال إن الدين الكوني (العولمي) هو دين يحاول السيطرة والهيمنة على الآخر، لذلك يجب الاعتراف بالخصوصية لكل دين أيا كان ضمن تكامل نظرة كل من الأديان إلى الحقيقة الوجودية، بحسب تعبيره.
وفي رده على سؤال الجزيرة نت حول احتمال الاستثمار السياسي أو التفسير السياسي للنص الديني حتى لو أعيدت قراءته في إطار تاريخي جديد، قال فيلر إن الأمر محتمل ولا يمكن طبعا تجنيب النص الديني تبعات البعد السياسي.
ولفت إلى أن الدين "كتراث نصي" يقدم هذه الفرصة باستمرار انطلاقا من فكرة التأويل، معتبرا أن للتاريخ أسلوبه في وضع التفسير أو التأويل في منظور خاص يرتبط بالظرف المحيط به الأمر الذي يستدعي -برأيه- إعادة الفصل بين هذا الظرف التاريخي وموجبات التأويل.

واعتبر أنه ليس مستغربا أن تقام مؤتمرات للحوار بين الأديان في دول خارج أوروبا لأن الحكومات الأوروبية العلمانية لا تقيم للدين وزنا في حياتها وبالتالي لا ترى موجبا لأي حوار من هذا النوع.
وقال في رده على سؤال للجزيرة نت إنه "من الصواب طبعا أن يفهم المرء دينه أولا قبل أن ينتقل لفهم وحوار الدين الآخر"، مشيرا إلى أن رجال الدين مطالبون بالتدخل في السياسة من أجل بناء المنظومة الأخلاقية المستندة على العدل والسلام.