الوفد العربي يبدأ مساعيه في بيروت وتوقعات بتراجع الحكومة

عقد الوفد العربي المكلف من الجامعة العربية السعي لإيجاد مخرج للأزمة السياسية المتفجرة في لبنان، أولى مباحثاته مع أطراف النزاع في العاصمة بيروت التي وصلها ظهر اليوم.
وأشار مراسل الجزيرة في بيروت عباس ناصر إلى أن الوفد الذي يقوده رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني ويضم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي وعددا من وزراء الخارجية العرب، بدأ أعماله بلقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ونقل المراسل عن مصادر لبنانية مطلعة قولها إن الوفد دعا خلال اللقاءات إلى وضع حد للأزمة التي تفجرت في لبنان خلال الأيام الماضية، والتي أسفرت عن مقتل 65 آخرين وإصابة عشرات آخرين، وزادت المخاوف من الذهاب بالبلاد إلى حرب أهلية.
وبدوره أكد بري استعداد المعارضة لإعادة الأمور لما كانت عليه قبل الأزمة الأخيرة، لكن شريطة تراجع الحكومة عن القرارين الذين اتخذتهما والذين تسببا بالأزمة، في إشارة إلى قرار الحكومة بنقل مدير الأمن في المطار وفيق شقير، وتفكيك شبكة اتصالات حزب الله.
وقال المراسل إن جميع التسريبات تفيد بأن الحكومة عازمة في اجتماعها الذي ستعقده مساء اليوم على إعلان تراجعها عن القرارين، ما يزيد التفاؤل بإمكانية عودة الأوضاع لما كانت عليه قبل أسبوع.

غير أن المراسل أوضح أن المعضلة الأكبر التي تواجه الوفد العربي، هي أجندة الحوار المطروح، إذ إن المعارضة تصر على أن هذه الأجندة يجب أن تقتصر على الانتخابات الرئاسية، وعلى تشكيل الحكومة الوطنية، في حين أن قوى الموالاة تشترط وبعد التطورات الأخيرة على أن يكون موضوع السلاح هو البند الأول في أي حوار بين الطرفين.
ومن المقرر أن يلتقي الوفد عددا من قيادات الموالاة والمعارضة من بينهم زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري.
ووفقا لما تناقلته وسائل إعلاميه فإن الوفد -الذي يضم ووزراء خارجية كل من المغرب والجزائر واليمن والأردن والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ومملكة البحرين- سيعرض نقل عملية التفاوض بين المعارضة والأكثرية إلى قطر إذا وافق الطرفان على ذلك.
من جهة أخرى أشار المراسل إلى أن وفيق شقير مدير الأمن في مطار رفيق الحريري، كان في مقدمة مستقبلي الوفد العربي بالمطار، الذي وافقت المعارضة على فتح الطريق المؤدية له للسماح بمرور الوفد العربي.
معبر المصنع
وفي تطور من شأنه أن يخفف من حدة التعقيدات على الأرض أفاد مصدر أمني أن العمل بدأ اليوم على فتح الطريق الدولية التي تربط شرق لبنان مع سوريا، والتي كان مناصرون للحكومة قد قطعوها منذ أسبوع في إطار المواجهات بين الطرفين.
وقال المصدر إن الأهالي استقدموا جرافات وبدؤوا بإزالة السواتر الترابية التي وضعوها بين بلدة بر إلياس ومعبر المصنع الحدوي.

مواقف دولية
وفي سياق المواقف الدولية أعلنت دمشق تأييدها لجهود الوفد العربي، ودعت اللبنانيين للحوار، ووضع المبادرة العربية موضع التنفيذ.
بدورها وجهت الرياض تحذيرا لإيران من تأثر علاقات العالم العربي وربما الإسلامي سلبا معها فيما لو ثبت أنها دعمت ما تسميه الرياض بالانقلاب في لبنان.
لكن طهران وصفت ما يجري بلبنان بأنه ليس حربا وإنما هو تحرك لمواجهة التدخل الأميركي.
أما البيت الأبيض فتوقع أن تكون التطورات في لبنان، مسألة مطروحة للنقاش على طاولة بحث مجلس الأمن الدولي.