عون يحمل الحكومة مسؤولية الأزمة والرياض تغلق سفارتها

ميشال عون دعا اللجنة الوزارية العربية إلى الاطلاع على الأسباب الحقيقية للأزمة (الجزيرة)
 
حمل زعيم حزب التيار الوطني الحر ميشال عون حكومة فؤاد السنيورة مسؤولية الاشتباكات المسلحة الأخيرة بين المعارضة والموالاة في لبنان، مؤكدا أن تحالفه مع حزب الله "ورقة دائمة لن تنفصم أبدا".
 
وقلل عون في مؤتمر صحفي عقده بالرابية بضواحي بيروت الشمالية الاثنين من أهمية التحذيرات من خطر يهدد لبنان وسلمه الأهلي، قائلا إن ما جرى خلال الأيام الأخيرة كان نتيجة تراكمات طويلة، لكنه أرجع السبب الرئيسي لتفجر الاشتباكات إلى قرار الحكومة تفكيك شبكة اتصالات حزب الله بالمطار.
 
كما فسر أسباب الأزمة الراهنة بأربعة عناصر أولها تنامي المنظمات التي وصفها بالإرهابية، وثانيها تسلح مليشيات جديدة، وثالثها الفساد المستشري، ورابعها قضية التوطين الفلسطيني.
 
وبشأن اللجنة العربية التي من المقرر أن تحل ببيروت الأربعاء قال عون إنها موضع ترحيب، ودعاها إلى الاطلاع على الأسباب الحقيقية للأزمة وليس إيجاد حلول ظرفية. واعتبر في ذات السياق أن المبادرة العربية لن تحل الأزمة مشبها إياها بـ"الأسبيرين" المخفف للألم فحسب.
 
وطالب عون باستقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة انطلاقا من مجلس النواب تمهيدا لانتخابات تشريعية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات شرعية. وأكد في هذا الخصوص أن احترام القواعد الدستورية يبقى السبيل الأوحد للخروج من الأزمة.
 

 أمين الجميل قال إن سلاح حزب الله
 أمين الجميل قال إن سلاح حزب الله

تعهد نصر الله

في سياق متصل طالب الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل -الرئيس الأعلى لحزب الكتائب وأحد أقطاب الأكثرية النيابية المعروفة باسم قوى الرابع عشر من آذار- بأن يقدم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "تعهدا مضمونا" بعدم استخدام السلاح مجددا في الداخل، واعتبر ذلك شرطا للحوار.
إعلان
 
وشدد في مؤتمر صحفي عقده في بيروت الاثنين على أنه بعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدها لبنان، لم يعد هناك "أي محظورات" بخصوص المواضيع التي يجب طرحها على طاولة الحوار وفي مقدمتها سلاح حزب الله الذي قال الجميل إنه فقد شرعيته.
 
واعتبر أن ما يجري في بيروت هو "انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية يأتي استكمالا لمحاولات الانقلاب السياسي الذي بدأته المعارضة عبر شروطها التعجيزية لعرقلة التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد".
 
وفي هذا الإطار أكد الجميل أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان لا يزال "المرشح التوافقي" لرئاسة الجمهورية، داعيا إياه في الوقت نفسه إلى أن يقوم بـ"دور أكثر فاعلية" لحفظ الأمن.
 
أمّا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان فقال إن جميع المراكز العسكرية ومستودعات السلاح يجب أن تسلّم اليوم قبل غد للجيش اللبناني لنزع أي فتيل تفجيري، على حد تعبيره.

عدد القتلى ارتفع إلى 47 منذ الأربعاء الماضي (رويترز)
عدد القتلى ارتفع إلى 47 منذ الأربعاء الماضي (رويترز)

47 قتيلا بالاشتباكات
ميدانيا أفاد مراسل الجزيرة في شمال لبنان أن اشتباكات جديدة وقعت بين أنصار الموالاة والمعارضة على محور التبانة/جبل محسن في شمال لبنان الاثنين.
 
في غضون ذلك نُقل عن مصدر أمني لبناني قوله إن عدد قتلى الاشتباكات بين المعارضة والموالاة منذ الأربعاء الماضي ارتفع إلى سبعة وأربعين، إضافة إلى مائة وثمانية وثمانين جريحًا.
 
وكانت دار الإفتاء في الشمال اللبناني قد أفادت في بيان لها أنها توصلت إلى اتفاق بين الأطراف السياسية ينص على إلغاء المظاهر المسلحة، وتسليم الأمن للجيش اللبناني والقوى الأمنية حصرًا، ولا سيما في محيط المراكز الحزبية والشوارع في طرابلس والشمال, وكذلك ضبط العناصر والأتباع بشكل كامل منعًا لأي اختراق أمني، حسبما جاء في بيان لدار الفتوى وقّع عليه ممثلون عن الطرفين.
إعلان
 
من جانب آخر تلقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الاثنين اتصالا من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أبلغه خلاله أن اللجنة العربية المكلفة من مجلس الجامعة ستصل الأربعاء إلى بيروت. وستلتقي اللجنة بري ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة وقائد الجيش ميشال سليمان وعددا من قيادات الموالاة والمعارضة.
 
يشار إلى أن مراسلة الجزيرة في بيروت أفادت أن مجلس الوزراء اللبناني أرجأ عقد اجتماعه الخاص ببحث قضية إلغاء قراري الحكومة بخصوص شبكة اتصالات حزب الله ومدير أمن مطار بيروت إلى ما بعد الاجتماع بالوفد الوزاري العربي.
 
المدمرة كول
من جهة أخرى استبعد مراقبون أن يكون لعودة المدمرة الأميركية يو أس أس كول إلى البحر الأبيض المتوسط أي مؤشر فعلي على نية الولايات المتحدة التدخل في سير الأزمة اللبنانية بشكل عسكري مباشر.
 
وفي هذا الإطار قال المتخصص في شؤون الأمن القومي منذر سليمان للجزيرة نت إن هذه الحركة تأتي في إطار دبلوماسية البوارج الحربية الهادفة إلى إظهار الدعم المعنوي لتيار ينظر إليه على أنه محسوب على واشنطن.
 
وتوقع الخبير في الشؤون العسكرية الإستراتيجية العميد الركن صفوت الزيات في تصريح للجزيرة نت أن يقتصر الدعم العسكري الأميركي -إذا كان لدى الإدارة الأميركية الرغبة السياسية فيه- على توجيه "إسناد ناري" بعيد المدى على مواقع المعارضة اللبنانية بهدف تخفيف الضغط الميداني عن حلفاء واشنطن وإعادة توازن القوى إلى سابق عهده. 
 
إغلاق السفارة السعودية
في الأثناء أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الرياض أغلقت الاثنين سفارتها ببيروت وأن سفيرها عبد العزيز خوجة، وهو من الدبلوماسيين الذين بذلوا كثيرا من الجهود من أجل تسوية الأزمة السياسية في لبنان، غادر البلاد.
 
ووصل خوجة إلى قبرص بحرا الاثنين مع عائلته كما أفاد المدير العام لمرفأ لارنكا القبرصي ميكاليس فيليس.
إعلان
 
وطالبت الحكومة السعودية الأطراف اللبنانية بالتحلي بالحكمة، محذرة من أن التصعيد الحالي لن يخدم سوى "قوى التطرف الخارجية".
 
ودعا مجلس الوزراء السعودي في بيان كافة التيارات السياسية في لبنان "للاستماع إلى صوت الحكمة ولغة العقل ووضع مصلحة لبنان فوق أي اعتبار".
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان