مصر متفائلة بالتهدئة وباراك يهدد بعدوان واسع على غزة

التقى مدير جهاز المخابرات المصرية عمر سليمان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في القدس لعرض مقترح تهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
يأتي ذلك فيما أعلنت خدمات الطوارئ الإسرائيلية مقتل إسرائيلية وإصابة أخرى بجروح خطيرة نتيجة صاروخ أطلق من غزة سقط في منطقة قريبة من الحدود داخل إسرائيل.
لقاءات سليمان
والتقى سليمان أيضا وزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.
وقال المسؤول المصري قبل دخوله في محادثات مع باراك إن لديه توقعات كبيرة بشأن التهدئة.
وردا على سؤال من الصحفيين عن توقعاته رفع سليمان إبهامه في إشارة تفاؤل ورد قائلا بالإنجليزية "توقعات كبيرة".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي فقال إنه يتمنى أن تسفر زيارة سليمان عن "مباحثات مثمرة"، ولكنه هدد بإجراءات إسرائيلية على نطاق واسع في قطاع غزة لوقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون باتجاه إسرائيل.
وبعد المحادثات مع سليمان، قال بيان صادر عن باراك إن إسرائيل ترى أن الإفراج عن جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في غزة "عاملا مفصليا" في التوصل للتهدئة، وأضاف أن وقف ما يسمى تهريب الأسلحة والمقاتلين إلى غزة يجب أن يتوقف.
وقبل لقاء سليمان مع أولمرت، قال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن أي اتفاق تهدئة يجب أن يترجم إلى "وقف تام لإطلاق القذائف المعادية وللهجمات الإرهابية إنطلاقا من غزة وإنهاء تهريب الأسلحة" لغزة.
وبحسب المتحدث فإن إسرائيل مستعدة في المقابل لإنهاء الهجمات على قطاع غزة.
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه مصادر سياسية إسرائيلية أن أولمرت يدرس إمكانية القيام بزيارة لمصر في غضون بضعة أسابيع لإجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك.
من جانبه أيد شاؤول موفاز وزير النقل نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي إطلاق سراح أسرى فلسطينيين قتلوا إسرائيليين مقابل الإفراج عن شاليط.
ورفض موفاز في مقابلة مع إذاعة الجيش اليوم الإجابة عن سؤال فيما إن كان سيصوت لصالح التهدئةإذا لم تتضمن الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية في غزة منذ 23 يونيو/حزيران 2006؟

موقف الفصائل
وفي المقابل تمنى رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية نجاح مهمة اللواء عمر سليمان بنقل مقترح التهدئة لإسرائيل.
أما مستشاره السياسي أحمد يوسف فأكد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست مستعدة للإفراج عن شاليط في نطاق التهدئة.
وذكر يوسف في تصريحات صحفية أن "قضية الجندي منفصلة وقد يطرأ تقدم نحو حلها في حالة تطبيق التهدئة".
من جانبه قال القيادي البارز في حماس محمود الزهار إن أمام الإسرائيليين "فرصة للتهدئة، فإن قبلوها فنعمة، وإن لم يقبلوها فعليهم أن يعلموا ويتوقعوا أن الشعب الفلسطيني لن يوقف مقاومته وسيستمر بها حتى تحقيق أهدافه".
وقال الزهار في مؤتمر صحفي تعقيبا على زيارة اللواء عمر سليمان لإسرائيل "نحن ننتظر، فان كانت هناك إيجابيات سيكون موقفنا بناء على هذه الإيجابيات. سنبلغ ربما غدا صباحا عن نتائج هذه الزيارة".
من جهته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي خلال المؤتمر الصحفي نفسه "نحن لا نستجدي تهدئة وهذه التهدئة هي مشروع مصري تم بحثه والتوافق عليه فيما بين الفصائل الفلسطينية، لكن خيارات المقاومة مفتوحه والشعب الفلسطيني من حقه أن يدافع عن نفسه".

أزمتا الوقود والمعابر
من ناحية ثانية قال مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح إن إسرائيل أعادت تزويد محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة بكميات من الوقود الصناعي (المازوت) كما بدأت بضخ كميات محدودة من السولار والغاز المنزلي، فيما لم تصل أي كميات من البنزين.
لكنه أشار إلى أن هذا حل جزئي لمشكلة الكهرباء والوقود باعتبار أن إسرائيل قد توقفها مجددا، وذكر أن كميات السولار التي تصل إلى غزة لا تتجاوز 20% وهي غير كافية للقطاع.
وكانت المرافق الأساسية في القطاع قد توقفت بعد انقطاع الوقود ليومين متتاليين. وقد انعكس انقطاع الكهرباء في قطاع غزة على مجمل مناحي الحياة، وكانت المستشفيات الأكثر تضررا، كما أعلن أصحاب المخابز في قطاع غزة توقفهم التام عن العمل.
وفي رفح واصلت السلطات المصرية فتح المعبر الحدودي مع قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي لاستقبال مئات المرضى الفلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية.
وتشمل الحالات المرضية مصابين جراء الهجمات الإسرائيلية، كما تشمل حالات مرضية غير ناتجة عن العمليات العسكرية لكنها تحتاج لعمليات جراحية يتعذر إجراؤها في غزة.