استطلاعات ترجح فوز التيار القومي بالانتخابات الصربية

f/Kosovo Serb women walk by pre-election posters reading "Go forward Serbia!" and showing Vojislav Seselj (R on poster) currently on trial in The Hague for war crimes, leader of the hard-line nationalist Serbian Radical Party, and his deputy Tomislav Nikolic (L on poster) in Gracanica on May 8, 2008.

إعلانات انتخابية لصالح التيار القومي في الجزء الصربي من إقليم كوسوفو (الفرنسية)

تشير استطلاعات الرأي في صربيا إلى احتمال فوز التيار القومي المتشدد في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجرى الأحد مما قد يعيد البلاد إلى خط معاد للتوجه الأوروبي الذي اعتمدته بلغراد منذ سقوط نظام سلوبودان ميلوسوفيتش قبل ثماني سنوات.

فقد أفادت آخر استطلاعات للرأي صدرت الخميس بأن القوميين المتطرفين من الحزب الراديكالي الصربي حققوا تقدما طفيفا على لائحة التأييد الشعبي وبنسبة وصلت إلى 34% من الأصوات مقابل 33% للحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس بوريس تاديتش أكبر أحزاب التحالف المؤيد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ويرى المراقبون أن التيار القومي استفاد من استياء قسم كبير من الشعب الصربي من مواقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المؤيدة لاستقلال إقليم كوسوفو، التي يعتبرها الصرب مهد البلاد التاريخي.

وضاعف القوميون الصرب من حظوظهم عبر وعودهم بحل المشكلات الاقتصادية في بلد تزيد فيه نسبة البطالة عن 18% ولا يتعدى الحد الأدنى للأجور معدل 350 يورو شهريا.

بالمقابل حصل المؤيدون لأوروبا على دعم من الاتحاد الأوروبي الذي وقع الأسبوع الماضي مع بلغراد اتفاق استقرار ومشاركة يتضمن شقا اقتصاديا مهما في خطوة أولى نحو الانضمام إلى الاتحاد.

نيكوليتش: في حال فوز الراديكاليين لن يتم إرسال أي صربي إلى محكمة الجزاء الدولية (رويترز)
نيكوليتش: في حال فوز الراديكاليين لن يتم إرسال أي صربي إلى محكمة الجزاء الدولية (رويترز)

بيد أن الاتحاد الأوروبي ربط تنفيذ هذا الاتفاق بتعاون صربيا بشكل كامل مع القضاء الدولي الذي يطالب بتوقيف أربعة فارين وجهت إليهم رسميا التهمة بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة في التسعينيات من القرن الماضي.

وقام الاتحاد الأوروبي بمبادرة إضافية لاستمالة أكثر من سبعة ملايين ناخب صربي للتصويت لصالح التحالف المؤيد للتوجه الأوروبي عبر قراره منح تأشيرات دخول مجانية للغالبية العظمى من حملة الجنسية الصربية.

منشأ الأزمة
ونشأت الأزمة السياسية التي تشهدها صربيا منذ مارس/آذار الماضي على خلفية إعلان إقليم كوسوفو استقلاله عن صربيا، وهو ما دفع رئيس الوزراء المنتهية ولايته فويسلاف كوستونيتشا إلى مغادرة الائتلاف الحاكم مع مؤيدي أوروبا بزعامة الرئيس بوريس تاديتش.

ووجه رئيس الوزراء كوستونيتشا انتقادات شديدة اللهجة إلى حليفه السابق تاديتش لتأييده توقيع اتفاق الاستقرار والشراكة، زادت من حدة الحملة الانتخابية التي بلغت ذروتها بتوجيه تهديدات بالقتل إلى رئيس الدولة.

وفي حال وصول القوميين المتشددين حلفاء ميلوسوفيتش سابقا الى السلطة، فإن ذلك قد يقود صربيا إلى الابتعاد عن أوروبا وتوطيد العلاقات مع روسيا، ووقف التعاون مع محكمة الجزاء الدولية في لاهاي.

وفي هذا الإطار أكد زعيم الحزب الراديكالي الصربي توميسلاف نيكوليتش أنه "في حال فوز الراديكاليين، فلن يتم إرسال أي صربي بعد ذلك إلى محكمة الجزاء الدولية".

بيد أن أيا من الحزبين الكبيرين في صربيا لا يبدو قادرا على تحقيق أغلبية كبيرة، مما يرجح أن تنتهي الانتخابات بفوارق بسيطة ستدفع الفريقين إلى مفاوضات طويلة من أجل التوصل لتشكيلة حكومية مرضية للطرفين، وهذا ما قد يعطي الحزب الاشتراكي الصربي -الذي كان يتزعمه ميلوسوفيتش- دورا حاسما لصالح القوميين.

المصدر : وكالات

إعلان