أهالي عبسان الجديدة يروون تفاصيل العدوان الإسرائيلي عليهم

تقرير/ قوات الاحتلال تخلف بعد انسحابها من بلدة عبسان دماراً واسعا في ارض المواطني

  قوات الاحتلال تخلف دماراً واسعا قبل انسحابها من عبسان الجديدة (الجزيرة نت)

                                                        أحمد فياض-غزة     
                                                             

في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى الستين لنكبة عام 1948 لإنعاش الذاكرة الفلسطينية بحق العودة، كان هناك في بلدة عبسان جنوب قطاع غزة من يتجرع مرارتها ويعيشها واقعا حيا.

 

ولم يستثن العدوان الإسرائيلي على البلدة الحدودية يوم الأربعاء الماضي البشر أو الحجر، وأسفر القصف العنيف للبلدة عن استشهاد شاب، وأم لسبعة أطفال سقطت في عقر دارها، وإصابة 15 آخرين بينهم اثنان في حالة حرجة،  إضافة إلى تدمير أكثر من خمسين منزلا وتجريف نحو مائة دونم من الأشجار المثمرة والمحاصيل الزراعية.

 

يقول المواطن الفلسطيني إبراهيم أبو طيعمة الذي كان يجلس بالقرب من منزله المدمر إن الاحتلال لا يفهم إلا لغة التدمير والقتل، فبعد أن انتهى من تدمير البيوت واعتقال وإصابة وإهانة من فيها، قضى على موسم الحصاد وقطع مصدر رزق الأهالي الوحيد الذي يعتمدون عليه في تحصيل لقمة عيشهم.

 

 جانب من آثار العدوان على حي أبو طيعمة
 جانب من آثار العدوان على حي أبو طيعمة

عدوانية

ويضيف أن الجنود أثناء فترة اعتقاله هو وباقي رجالات الحي لم يكفوا عن ترديد "عليكم الخروج من بيتوتكم والابتعاد عن هذه المنطقة، فاليوم دمرنا مزارعكم وغداً سنعود لتدمير منازلكم إذا أصررتم على البقاء هناك".

 

وامتد مسلسل التنكيل الإسرائيلي في المنطقة -بحسب ما أفاد به عدد من أهالي حي أبو طيعمة- إلى إطلاق الجنود الكلاب البوليسة على النساء والأطفال في المنازل وباحة المسجد، والمقبرة، لإثارة الذعر في صفوف السكان، ودفعهم إلى الرحيل.

 

ولم يسلم أي من سكان حي أبو طيعمة المنكوب من جرائم الاحتلال فلكل قصته مع الاحتلال.

 

وفي الحي تقابل رجلا نجح في اللحظات الأخيرة من القفز بأبنائه من المنزل أثناء تعرضه للهدم، عائلة نجت من الموت المحقق قبل أن تطبق عليها الجرافات الإسرائيلية بفضل صراخ وعويل أطفالها أو التلويح بقطعة قماش بيضاء.

 

تهجير

يصف كمال أبو رائد الذي يعمل في لجان حصر الأضرار، ما حدث في عبسان بعملية تهجير حقيقية، مشيراً إلى أن الاحتلال يحتفل في ذكرى تأسيس كيانه الغاصب على أنقاض بيوت و مزروعات الفلسطينيين.

 

ويقول خلال تجوله في المنطقة لمشاطرة أهلها ومواساتهم، إن عمليات التجريف والتدميرالتي لحقت بالمنطقة ضاعفت من معاناة سكان المنطقة التي تعاني أصلا من نقص في البنية التحتية والمجالات الخدماتية.

 

ويؤكد محافظ خان يونس الدكتور أسامة الفرا، أن طبيعة الاجتياح الذي تعرضت له منطقة عبسان يختلف من حيث حجم تدمير المنازل والأراضي الزراعية عن سائر الاجتياحات التي تعرضت لها المنطقة خلال سنوات الانتفاضة.

 

ولفت إلى أن قوات الاحتلال عمدت إلى بث الرعب والذعر في صفوف الأهالي لإرغامهم على مغادرة المنطقة، معرباً عن خشيته أن تكون عمليات التجريف والتدمير -التي تنفذها قوات الاحتلال على طول الشريط الحدودي مع حدود القطاع الشرقية- تندرج ضمن إقامة حزام أمني عازل بعمق كليومترين في أراضي القطاع على طول الشريط الحدودي.

المصدر : الجزيرة

إعلان