تحذيرات من خطورة انهيار القطاع الصحي في قطاع غزة
31/12/2008
أحمد فياض وضياء الكحلوت-غزة
حذرت وزارة الصحة في الحكومة المقالة من خطورة انهيار القطاع الصحي في قطاع غزة في غضون الأيام المقبلة، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في مواردها الطبية من أدوية ومستلزمات مع تزايد أعداد المصابين نتيجة القصف الإسرائيلي المستمر للقطاع.
فقد أكد وكيل مساعد وزارة الصحة في الحكومة المقالة حسن خلف في تصريحات للجزيرة نت أن القطاع الصحي منهك ويوشك على الانهيار جراء استنزاف كامل طاقات وزارة الصحة بسبب منع الاحتلال من دخول الأدوية وكافة المستلزمات الطبية على قطاع غزة منذ أكثر من 16 شهرا.
ولفت النظر إلى أن مستشفى الشفاء الذي يعتبر أكبر مجمع طبي في القطاع اضطر بفعل تزايد أعداد المصابين إلى تحويل العديد من غرف المستشفى إلى غرف عمليات وعناية مركزة تخلو من أبسط الضروريات والمستلزمات الطبية لمعالجة الجرحى والمصابين.
الإسعاف والطوارئ
بدوره أكد الناطق باسم الوزارة همام نسمان أن دائرة الإسعاف والطوارئ الفلسطينية تعاني من عجز كبير في المعدات اللوجستية اللازمة لعملية إسعاف المواطنين المصابين.
وأشار إلى أن الوزارة تعاني من نقص في أكثر من 335 صنفا من العلاجات والمستلزمات الطبية الحيوية الضرورية لإسعاف المصابين كالكحول والقطن والمعقمات التي فقدت نهائياً من المؤسسات الطبية في غزة.
وأكد نسمان للجزيرة نت أن 57 من مركبات الإسعاف تعمل بنصف طاقتها نتيجة تعطل معظمها وعجز الوزارة عن توفير قطع غيار لها لإصلاحها بسبب الحصار.
وفي الإطار ذاته أكد سائق سيارة الإسعاف في مستشفى العودة شمال قطاع غزة نضال لبد أن عملية إخلاء الجرحى والشهداء صعبة للغاية لتسارع الأحداث وعمليات القصف الإسرائيلي خاصة مع انقطاع الكهرباء وعمليات التشويش الإسرائيلية على الاتصالات في غزة وتزايد الغارات الجوية.
وأشار لبد في حديث للجزيرة نت إلى أنه نتيجة لذلك فإن المسعفين يصابون بحيرة من أمرهم، وغالباً ما يتوجهون إلى أماكن القصف بصعوبة، موضحاً أن تسارع عمليات القصف واستهدافها أماكن متقاربة يشتت العمل ويؤدي إلى صعوبة الوصول للمكان المستهدف بسرعة.
كما أكد لبد على وجود نقص حاد في سيارات الإسعاف خاصة مع تعطل العديد منها بسبب عدم السماح لقطع الغيار بالوصول إلى غزة نتيجة الحصار، مطالباً المجتمع العربي والدولي بتوفير مزيد من سيارات الإسعاف والمعدات للمساعدة في تخفيف عبء هذه الطواقم.
تهديد نفسي وعصبي
من ناحيته قال ضابط الإسعاف خالد أبو سعدة للجزيرة نت إن من ضمن الصعوبات التي تتعرض لها الطواقم الطبية والدفاع المدني خشيتها من القصف الإسرائيلي الذي يستهدف أماكن غير متوقعه، إضافة إلى تجمهر المواطنين حول أماكن القصف، وعدم وجود المعدات اللازمة لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
وفي السياق ذاته قال الطبيب محمد المصري إن غزة تعاني من نقص حاد في المواد الطبية والمسكنات وغاز النيترون اللازم للتخدير، مشيراً إلى أن الأدوية الموجودة في غزة بدأت تشح، وأن المستشفيات فيها غير مجهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من الجرحى، وثلاجات الموتى لم تكن جاهزة لاستقبال هذا العدد الكبير من الشهداء.
كما اشتكى كذلك المدير الإداري لمستشفى العودة مروان أبو ناصر من نقص الأدوية والمعدات والأجهزة الطبية، مشيراً إلى أنهم يضطرون لفتح أقسام جديدة رغم عدم وجود الإمكانيات اللازمة لذلك، مؤكداً في الوقت ذاته على صعوبة الوضع في ظل انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود اللازم لتشغيل السيارات ومولدات الكهرباء.
المصدر : الجزيرة