ماذا يحمل السفير الأميركي المعين في جعبته لليبيا؟

- US Secretary of State Condoleezza Rice + Saif al-Islam Gaddafi (L), son of Libyan president - المصدر الأوربية

بعض المحللين قال إن زيارة نجل القذافي واشنطن كانت بهدف التسريع بوصول السفير (الأوروبية-أرشيف) 

خالد المهير-طرابلس

ينتظر أن يصل إلى العاصمة الليبية طرابلس السبت القادم أول سفير أميركي منذ قطع العلاقات الدبلوماسية قبل (36) عاماً وفق ما أعلنه مسؤول بالسفارة الأميركية بالعاصمة الليبية للجزيرة نت.

ويراقب مهتمون بالشأن الداخلي الليبي عن كثب ما في جعبة السفير جين كرتز -الألباني الأصل والنائب لرئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الأميركية في تل أبيب سابقاً- وما سيحمله من مشاريع سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وثقافية لتطوير العلاقات بين البلدين.

ووفقا للمحلل السياسي فتحي البعجة، فإن السفير لا يحمل معه مشروعا خاصا وذاتيا، وإنما "مشروع دولته وتوجهات سياستها الخارجية".

ولفت البعجة إلى رمزية وصوله أثناء أعياد الميلاد، وعشية احتفال ليبيا بالذكرى الـ57 لإعلان استقلالها في 24 ديسمبر/كانون الأول واعتراف الولايات المتحدة بها، مشيرا إلى أن ذلك سيدشن مرحلة من التعاون الاقتصادي والسياسي وحتى العسكري والأمني بين البلدين.

 العبيدي: الليبيون استعجلوا قدوم السفير قبل مجيء الديمقراطيين (الجزيرة نت)
 العبيدي: الليبيون استعجلوا قدوم السفير قبل مجيء الديمقراطيين (الجزيرة نت)

ورفض مسؤولون ليبيون ورؤساء تحرير صحف مقربة من النظام التعليق على قدوم السفير كرتز رغم عدة محاولات قامت بها الجزيرة نت.

وفي حديثه للجزيرة نت توقع الناشط السياسي جابر العبيدي نهاية هذا الشوط من التسويات قائلاً "كل الذين كانوا يخمنون لم يكن تخمينهم يتعلق بما إذا كان السفير سيرسل من قبل واشنطن أم لا"، مشيرا إلى أن "تخمينهم انحصر في التوقيت متى".

شكوك ليبية
وأضاف العبيدي أن المؤشرات تقول إن زيارة سيف الإسلام الأخيرة واشنطن -التي التقى خلالها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس- كانت بهدف التسريع بوصول السفير، مشيرا إلى أن المسؤولين الليبيين كان يخامرهم الشك في أن واشنطن في ظل الإدارة الجديدة لن يكون من ضمن أولوياتها العلاقة مع ليبيا، وقد ترى نفسها في حل من دفع الثمن مقابل التنازلات الليبية من لوكربي إلى المساندة في مكافحة ما يسمى بالإرهاب.

ويرى العبيدي أن وصول السفير لطرابلس قبيل وصول الديمقراطيين المهتمين عادة بوضع حقوق الإنسان في العالم الثالث، سيضع الإدارة الجديدة أمام الأمر الواقع، وهو أحد أهداف الدبلوماسية الليبية.

أما الكاتب السياسي محمد اسحيم فحذر من أن تعهدات سيف الإسلام الأخيرة بتوفير السيولة من فائض الورق الليبي للسوق الأميركية، وغيرها من المواقف "تدعو للتوجس من عملية ابتزاز وانقيادية يقودها السيد كريتز بدل تسيير أعمال قنصليته.

 المسماري: على أميركا أن تبذل الكثير للتصالح مع الذاكرة الليبية (الجزيرة نت)
 المسماري: على أميركا أن تبذل الكثير للتصالح مع الذاكرة الليبية (الجزيرة نت)

ويقول الناشط الحقوقي عبدالسلام المسماري في تصريحات للجزيرة نت "من حيث المبدأ لسنا ضد علاقات طبيعية مع أميركا"، لافتاً إلى أنه "من حق الليبيين التحفظ على إسناد سفارة أميركا في ليبيا لدبلوماسي أميركي أنهى للتو عمله لدى الكيان الصهيوني".

مهمة صعبة
ويؤكد المسماري أن مهمة السفير الجديد لن تكون سهلة وأن على أميركا أن تبذل الكثير للتصالح مع الذاكرة الليبية، مذكرا بالغارة الأميركية على مدينتي طرابلس وبنغازي عام 1986 "وسنوات الحصار الظالم وسياساتها المنحازة بشكل أعمى للعدو الصهيوني ودعمها لجرائمه وممارساته اللا إنسانية ضد الفلسطينيين، واحتلالها الدموي للعراق وأفغانستان وضغوطها الحثيثة التي أدت إلى إفلات الجناة في قضية حقن أطفال بنغازي بفيروس الإيدز".

المصدر : الجزيرة