إدانة عربية ودعوات لقمة طارئة بعد العدوان على غزة

27/12/2008
دعت كل من قطر والسودان وليبيا واليمن وسوريا والسعودية والسودان إلى عقد قمة طارئة للجامعة العربية لبحث التطورات في غزة بعد العدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد وإصابة مئات الأشخاص اليوم السبت.
وانتقد الرئيس السوداني عمر البشير المجزرة الإسرائيلية ووصفها بالجريمة النكراء وبأنها محاولة للقضاء على الشعب الفلسطيني وكسر شوكة المقاومة.
وفي تصريحاته للجزيرة دعا البشير إلى قمة عربية طارئة تتجاوز خطاب الإدانة والشجب، مع ضرورة إيقاف أي محاولة للتطبيع أو الاتجاه إلى التفاوض مع إسرائيل.
يأتي ذلك في وقت تواصلت الإدانات العربية الرسمية والشعبية للغارات التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أدانت جامعة الدول العربية تلك الاعتداءات ووصفت ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع بـ"المذبحة" التي خلفت حوالي 210 شهداء وأكثر من 700 جريح، حسب مصادر طبية فلسطينية.
وطالبت الجامعة مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات فورية كفيلة بوقف هذا "التهور" و"الاندفاع" الإسرائيليين وحماية الشعب الفلسطيني من هذه "الجرائم" الإسرائيلية.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية السفير محمد صبيح إن "إسرائيل مسؤولة بشكل كامل عن هذه الجريمة، ويسجل في تاريخها الحافل بالإجرام مذبحة جديدة بدون أدنى سبب، وهي خرقت كل التفاهمات والالتزامات والمواثيق على مدى تاريخها".
تنديد مصري
وبدورها نددت مصر بالاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، محملة إسرائيل باعتبارها قوة احتلال مسؤولية ما أسفرت عنه من الشهداء والجرحى.
وبدورها نددت مصر بالاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، محملة إسرائيل باعتبارها قوة احتلال مسؤولية ما أسفرت عنه من الشهداء والجرحى.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن بيان أصدرته رئاسة الجمهورية المصرية أن مصر حذرت من التصعيد الإسرائيلي وتداعياته على الأوضاع الإنسانية بالقطاع وعلى استقرار الشرق الأوسط.
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك أصدر تعليماته باستقبال كافة ضحايا العدوان الإسرائيلي من المصابين عبر معبر رفح وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم بالمستشفيات المصرية.
وبدوره أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري مصطفى الفقي للجزيرة أن مصر حكومة وشعبا "ترفض وتدين هذه المجزرة غير المسبوقة".

موقف شعبي
وأفاد مراسل الجزيرة بالقاهرة أن حركات المعارضة المصرية دعت إلى تنظيم وقفة احتجاجية مساء اليوم أمام نقابة الصحافيين للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية.
وندد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف بهذه الغارات الإسرائيلية.
وقال عاكف للجزيرة إن "الصهاينة لا يمكنهم ارتكاب هذه الجرائم إلا بتواطؤ مع الحكام العرب والمنظمات الدولية"، مضيفا أنه "رغم أن الوضع في منتهى الخطورة فلم نسمع واحدا من القيادات العربية والإسلامية يوقف هذا العدوان".
دولية عربية
وفي بيروت اعتبر مدير العلاقات الخارجية لحزب الله نواف الموسوي أن الاعتداءات الإسرائلية على غزة "حرب دولية عربية" على الشعب الفلسطيني لإرغامه على الاستسلام.
وقال الموسوي للجزيرة إن خط الدفاع الأول عن الشعب الفلسطيني هو المقاومة باعتبار أن الرهان على الموقف الرسمي أصبح معدوما.
وفي سياق متصل أفادت مراسلة الجزيرة في بيروت بشرى عبد الصمد أن الحكومة اللبنانية أصدرت بيانا استنكرت فيه المجازر الإسرائيلية، معتبرة أن الحل يتمثل في تحرك الجامعة العربية والأمم المتحدة.
وعلى المستوى الشعبي أشارت إلى أن دعوات صدرت للتظاهر وتنظيم مسيرات حاشدة بمخيم عين الحلوة وكافة المخيمات الفلسطينية للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية، مضيفة أن هناك أنباء عن خروج مسيرات بعد صلاة العصر.

وفي نفس الإطار ذكرت تقارير إعلامية أن الزعيم الليبي معمر القذافي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تباحثا هاتفيا حول الوضع في غزة.
وأضافت أن محادثات هاتفية أخرى أجراها الشيخ حمد حول نفس الموضوع مع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز.
وفي العاصمة الأردنية أعلن الأمين العام للجامعة عمرو موسى أن الأردن طلب عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية غدا الأحد لبحث "الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة".
وعلى المستوى الشعبي خرجت مظاهرات عفوية عمت عدة مخيمات للفلسطينيين.
ونظم أيضا بعمان اعتصام حاشد أمام مجمع النقابات المهنية رفع خلاله المشاركون لافتات تطالب برفع الحصار وفتح المعابر ووقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا المراقب العام للإخوان المسلمين بالأردن سعيد همام في كلمة خلال هذا الاعتصام العلماء وشباب الأمة العربية والإسلامية للتظاهر للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية ومحاسبة من أسماهم "الخونة والعملاء الذين أغلقوا المعابر".
حسابات انتخابية
وبدوره قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق حارث الضاري للجزيرة إن الغارات الإسرائيلية تأتي في إطار المعركة الانتخابية بين الأحزاب الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الضحية في ذلك هو الشعب الفلسطيني.
وسارت على نفس المنوال بثينة شعبان المستشارة الإعلامية للرئيس السوري التي أكدت للجزيرة أن الأهداف المتوخاة من الاعتداءات الإسرائيلية هو كسب نقاط في السجال الانتخابي، ودانت الصمت الدولي اتجاه هذا العدوان.
أما رئيس اتحاد العلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي فاعتبر في تصريح للجزيرة أن الدول العربية مسؤولة عن هذا العدوان لأنها التزمت "الخرس والصمت" ولا تقف أمام هذه الاعتداءات لحماية الشعب الفلسطيني.
وكان المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال إن الغارات الإسرائيلية أدت إلى تدمير معظم مقار الشرطة التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة.
المصدر : الجزيرة + وكالات