بولندا مترددة في قبول الدرع الصاروخي الأميركي

قال وزير الخارجية البولندي الجديد رادوسلاف سيكورسكي إن بلاده لن تتعجل في اتخاذ قرارها بشأن استضافة الدرع الصاروخي الأميركي، مشيرا إلى أن وارسو لا ترى في إيران مصدر تهديد مباشر لها.
وجاءت تصريحات الوزير البولندي في مقابلة نشرتها صحيفة محلية أمس السبت حيث اعترف بوجود اعتراضات داخلية على مشروع الدرع الصاروخي الذي تنوي الولايات المتحدة إقامته في بلاده، ملمحا إلى أن وارسو قد تفضل إرجاء اتخاذ قرار بهذا الشأن إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وفي هذا الإطار أعرب سيكورسكي عن خشيته مما أسماه السيناريو الأسوأ الذي يتمثل في موافقة بلاده على المشروع وتحملها التبعات السياسية لذلك ومن ثم عدم بناء القاعدة العسكرية بسبب تغير الإدارة الأميركية، في إشارة إلى احتمال انتقال دفة الحكم إلى الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأوضح أن حكومته تدرس في الوقت الراهن مواقف جميع المرشحين للرئاسة الأميركية من مسألة الدرع الصاروخي في بولندا والتشيك.
إيران وروسيا
وكان لافتا تصريح وزير الخارجية البولندي بأن وارسو لا ترى في إيران مصدر تهديد، موضحا أن الأمر -فيما يتعلق بمشروع الدرع الصاروخي- مرتبط بموقف بولندا الداعي إلى التعامل بجدية مع مطالب "حليف مهم".
يشار إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عزمها على بناء محطة رادار في التشيك ونشر منصات مضادة للصواريخ في بولندا بحلول 2012، لمواجهة الخطر الناجم عن دول "مارقة" مثل إيران رغم معارضة روسيا التي تعتبر المشروع تهديدا مباشرا لأمنها القومي.
وتأتي تصريحات سيكورسكي قبل أيام من وصول سيرغي كيسلياك نائب وزير الخارجية الروسي إلى وارسو منتصف الشهر الجاري لتوضيح الموقف الروسي من المشروع.
وحول هذه الزيارة قال الوزير البولندي إن فتح حوار مع روسيا يعتبر محاولة لإيجاد حل للمشكلة، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الأميركية فشلت في إقناع موسكو بصحة أهدافها من المشروع.