دمشق تدين وباريس تدعو الأطراف اللبنانية لتحمل مسؤولياتها

توالت ردود الفعل المحلية العربية والدولية على عملية اغتيال النقيب وسام عيد من فرع أمن المعلومات بقوى الأمن الداخلي اللبناني بواسطة انفجار شرقي العاصمة بيروت خلف أربعة قتلى و38 جريحا، بحسب بيان رسمي للسلطات الأمنية.
على الصعيد المحلي اعتبر وزير الداخلية حسن السبع في تصريح صحفي أن "الحملة التي تستهدف قوى الأمن الداخلي وخصوصا فرع المعلومات هي نتيجة العطاء والنتائج التي حققها هذا الفرع، والنقلة النوعية لقوى الأمن من العام 2005 حتى الآن".
من جهته استنكر حزب الله (معارضة) الاعتداء، واعتبر أنه "يأتي في سياق زعزعة الاستقرار الداخلي، وضرب المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تشكل ضمانا للأمن وللسلم الأهلي في لبنان".
كذلك أصدرت السفارة الأميركية في بيروت بيانا رسميا دانت فيه اغتيال النقيب عيد، واصفة الحادث بأنه "هجوم مباشر وشائن ضد لبنان الدولة والمؤسسات".
وشدد البيان على أن الهجوم يمثل "أحدث حلقة من سلسلة طويلة على مدى فترة تزيد على ثلاث سنوات تستهدف أولئك الذين يعملون على حماية اللبنانيين وعلى بقاء لبنان سيدا ومستقلا."
وختمت السفارة بيانها بالتأكيد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم الديمقراطية واستقلال لبنان ومؤسساته الشرعية.
وبعيدا عن البيانات الرسمية، أغلق مئات الأشخاص بالإطارات المشتعلة الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة طرابلس بشمال لبنان مع سوريا إثر اغتيال عيد.
وشدد المتظاهرون الذين قدموا من قرية دير عمار التي يتحدر منها النقيب القتيل على أنهم لن يعيدوا فتح الطريق قبل أن يدفع القتلة الثمن، محملين جميع رجال السياسة مسؤولية الحادث.

دمشق تدين
يُذكر أن وزير الشباب والرياضة بالحكومة اللبنانية اتهم سوريا بالوقوف وراء التفجير، معتبرا أن ما جرى يعتبر دليلا على مساعي دمشق لضرب المبادرة العربية لحل الأزمة السياسية في بلده "ومحاولة إعادته إلى دائرة نفوذها كما كان في السابق".
وأكد البيان أن "فرنسا تدين بأشد العبارات الاعتداء الجديد" والمساعي المدمرة المتكررة لزعزعة استقرار لبنان، وتدعو المجتمع الدولي لوضع حد لها".
كما أعرب عن التضامن الكامل مع الشعب اللبناني وحكومته وقوى الأمن، ودعا "جميع الاطراف في لبنان وفي الخارج إلى تحمل مسؤولياتهم بلا تأخير والقيام بكل ما من شأنه إنهاء حالة الفراغ على رأس الدولة اللبنانية".
واختتم البيان الفرنسي بالتأكيد على تجديد عزم باريس للقيام بدورها "في الجهود المبذولة" بدعم من المجتمع الدولي، لتعزيز استقلال واستقرار وحدة لبنان.
كذلك نددت الحكومة الإسبانية في بيان للخارجية "بالاعتداء الوحشي الذي وقع في بيروت" وأعربت عن أملها في أن يتم توقيف الجناة وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت.
وأعرب البيان عن ثقة مدريد بأن "هذا الاعتداء الإرهابي لن ينال من تصميم اللبنانيين على استعادة الاستقرار والتعايش السلمي".