الخلافات تتصدر زيارة رئيس وزراء اليونان التاريخية لتركيا

كشف المؤتمر الصحفي المشترك لرئيس الوزراء اليوناني ونظيره التركي في أنقرة في أول زيارة رسمية لرئيس حكومة يوناني منذ نحو نصف قرن عن حجم التوتر والخلافات القائمة بين البلدين الجارين، رغم ما شهدته علاقات الطرفين الاقتصادية من تحسن في السنوات الأخيرة.
لكن أردوغان خالفه الرأي مشددا على ضرورة حل هذا الخلاف في الإطار الثنائي، بعدما أوشكت الدولتان العضوان في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على خوض حرب عام 1996 بسبب نزاع على جزيرة مهجورة في بحر إيجه.
الأقليات وقبرص

أما بخصوص مسألة الأقليات فقد دعا كرمنليس أنقرة إلى إعادة فتح كلية اللاهوت في هايبيليادا على إحدى الجزر قبالة ساحل إسطنبول التي أغلقت عام 1971.
أما بخصوص تسوية مشكلة جزيرة قبرص فقد أكد كرمنليس وأردوغان دعمهما لتسوية هذه القضية، وحث رئيس الوزراء التركي نظيره اليوناني على التدخل شخصيا لاستئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة منذ العام 1974 وتدخل تركيا عسكريا لنصرة الأتراك القبارصة في الجزيرة.
| " كرمنليس وأردوغان سيحضران في إسطنبول منتدى لرجال أعمال أتراك ويونانيين بشأن خطوط النقل، بما في ذلك احتمال تسيير رحلات طيران مباشرة بين أثينا وأنقرة " |
ووصل كرمنليس إلى أنقرة أمس في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام هي الأولى لرئيس وزراء يوناني لتركيا منذ العام 1959.
وسيتوجه كرمنليس بعد ذلك رفقة أردوغان إلى إسطنبول لحضور منتدى لرجال أعمال أتراك ويونانيين بشأن خطوط النقل، بما في ذلك احتمال تسيير رحلات طيران مباشرة بين أثينا وأنقرة.
وينظر إلى الزيارة باعتبارها خطوة إيجابية في العلاقات بين الجارين رغم عدم توقع أن تسفر عن انفراج بخصوص مسألة قبرص أو الخلافات المستمرة منذ فترة طويلة بين البلدين بشأن الأراضي والأقليات التي أضرت بآمال تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال دبلوماسي أوروبي لرويترز إن مجرد ذهاب كرمنليس أمر بالغ الأهمية ولا ينبغي التهوين من قيمة هذه الزيارة التي وصفها بالتاريخية رغم عدم توقع إعلان نتائج هامة خلالها.
وكان قسطنطين كرمنليس آخر رئيس وزراء يوناني يزور تركيا بصفته الرسمية عام 1959 رغم القيام بعدد من الزيارات غير الرسمية منذ ذلك الحين.