انتقادات حادة لحكومة أولمرت بشأن الحرب على لبنان

Israeli soldiers carry an injured soldier towards a helicopter in northern Israel near the Israel-Lebanon border August 10, 2006.

المؤتمر ندّد بقرارات حكومة أولمرت في حرب لبنان (الفرنسية-أرشيف)


وديع عواودة-حيفا
 
وجّه مؤتمر هرتزليا الثامن لميزان المناعة القومية الذي افتتح أعماله الاثنين لمدة أربعة أيام، انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية في كل ما يتعلق بملابسات الحرب الأخيرة على لبنان (الثانية)، ودعا معظم المتحدثين فيه بشكل ضمني رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت لتقديم استقالته.
 
وقالت النائبة كوليت أفيتال من حزب العمل في ندوة عن "تقرير فينوغراد: سياسة الأمن القومي وصناعة القرار"، إن "صناعة القرار في إسرائيل عشية حرب لبنان الثانية شابها العطب وأكد أنها تستند لثقافة سلطوية لا تستند لعملية اتخاذ قرارات منظمة".
 
واعتبرت النائية أن "تقرير لجنة فينوغراد الأول يوضح أن الحرب كانت عجولة وبدون جدول زمني وخطة مبلورة سلفا ولم تُؤخذ بدائل أخرى بالحسبان مثلما لم يهتم رئيس الحكومة بطريقة حماية المدنيين".
 
وأشارت أفيتال إلى عدم وجود خطة عملياتية لعملية برية واسعة نتيجة رؤية خاطئة اعتمدت على سلاح الجو عند الضرورة بعد سنوات من "ضبط النفس" حيال استفزازات حزب الله و"امتصاصها"، ووجهت انتقادات لعدم التعامل الجدي مع مجلس الأمن القومي كمؤسسة هادية تقدم المشورة والبدائل لصناع القرار في الشؤون الإستراتيجية.
 
واتهمت الحكومة بشن الحرب بدون حذر ودراسة كافيين ودون تحديد واضح لأهدافها والتثبت من واقعيتها، محذرة من الرأي الخاطئ وكأن إسرائيل قادرة على فعل كل شيء وإحراز الانتصار دائما، ولفتت إلى أن الحرب اليوم باتت أكثر تعقيدا بسبب الصحافة والقانون الدولي وطبيعة الأهداف المستهدفة.
 
المزايا الضرورية

أولمرت حُمّل مسؤولية الفشل
أولمرت حُمّل مسؤولية الفشل

من جهته أكد وزير القضاء السابق دان مريدور الذي استقال من حزب الليكود قبل سنوات -نتيجة خلافات مع زعيمه بنيامين نتنياهو- أن القادة المنتخبين في إسرائيل لا يتمتعون بالمزايا الضرورية لإدارة الحكومة واتخاذ القرارات، داعيا الجمهور الواسع لانتخاب الرجل المناسب في المكان المناسب، والقادة إلى التعلم يوميا دون الاعتماد على المستشارين فحسب.

 
واعتبر الجنرال في الاحتياط عوزي ديان في مداخلته أن حرب لبنان الثانية كانت ضرورية، لكن إسرائيل فشلت فيها رغم الدعم الكبير من جهة الرأي العام الإسرائيلي والدولي. ولفت إلى أن الهجوم في اليوم الأول منها كان فوضويا، مؤكدا عدم وجود أهداف واضحة تمكن الجيش من التغلب على منظمة مسلحة تشمل 3000 مقاتل.
 
وأضاف ديان "خرجنا لحرب دون أن نعي أنها حرب حقيقية ولاحقا لم ندرك كنْه استهداف جبهتنا الداخلية بالصواريخ"، مؤكدا أن إسرائيل لم تقم بأي من الخطوات الثلاثة المطلوبة للحسم برأيه، وهي توجيه ضربة عسكرية جوية وسريعة في أيام بغية تحقيق الردع، علاوة على عملية برية تهدف للمس بحزب الله وأجهزته بقوة، والاكتفاء برد سياسي فقط.
 
ونوه إلى أن القيادة لم تفهم أنها أمام حرب أخذت الكثير من الوقت وطالت دون استدعاء الاحتياط ودون عملية برية ناجعة وتهيئة للجبهة الداخلية.
 
واعتبر ديان أن قرار الحكومة شن حملة برية "عقيمة" في آخر يومين من الحرب بموازاة انعقاد مجلس الأمن "فشل أخلاقي"، وحمّل أولمرت مسؤولية مقتل 33 جنديا فيها، داعيا لعدم تحميل الجيش مسؤولية ذلك كونه سدد الثمن بعد استقالة قادته إضافة لوزير الدفاع عمير بيرتس. وأضاف أن "بقاء رئيس الحكومة فقط ورفضه الاستقالة مهما كانت النتائج يعني خللا قيميا".
 
دروس الفشل

"
ديوان رئيس الوزراء عبّر عن سخطه على الانتقادات الحادة التي تضمنها مؤتمر هرتزليا واتهم منظميه بنصب "كمين" لإيهود أولمرت بدعوته المناوئين له فقط للمشاركة في أعماله
"

من جانبه أكد النائب جدعون ساعر ليكود في كلمته أن المستوى السياسي في إسرائيل لم يستخلص بعد دروس فشل الحرب على لبنان، واعتبر أن المشكلة تكمن في غياب علاقة تربط أهداف الحرب والوسائل التي أقرت من أجل تحقيقها.

 
وأوضح ساعر أن الحرب استهدفت نزع سلاح حزب الله وإزالة تهديد الصواريخ التي بحوزته على الجبهة الداخلية وإطلاق سراح الجنديين المخطوفين، وأشار إلى "استحالة" إنجاز الأهداف المذكورة بدون العملية البرية الواسعة التي أرادها الجيش وتحفظ منها المستوى السياسي بخلاف حرب لبنان الأولى.
 
واعتبر ساعر خوف الحكومة من العملية البرية تفاديا لسقوط الجنود تنازلا مسبقا عن الانتصار في المواجهة وإهمالا للمدنيين في شمال البلاد، وفي إشارة لإهمال الضواحي والأطراف تساءل "هل كانت الحكومة ستتصرف على ذات النحو لو تعرض سكان تل أبيب والمركز لصواريخ حزب الله؟".
 
يذكر أن ديوان رئيس الوزراء عبّر عن سخطه على الانتقادات الحادة التي تضمنها مؤتمر هرتزليا، واتهم منظميه بنصب "كمين" لإيهود أولمرت بدعوته المناوئين له فقط للمشاركة في أعماله.
المصدر: الجزيرة

إعلان