رئيسة سويسرا تنتقد حملات اليمين المتشدد ضد المسلمين

تامر أبو العينين-سان غالن
نددت رئيسة سويسرا ميشلين كالمي ري بالحملات العنصرية التي تقوم بها من وصفتها تيارات سياسية في البلاد وتستهدف المسلمين بشكل خاص والأجانب عامة.
جاء ذلك في كلمتها التي ألقتها أمس السبت بمناسبة اليوم الفدرالي للصلاة، والذي أقيم هذا العام بمدينة سان غالن في أقصى شرق سويسرا، وشارك فيه ممثلون عن جميع الأديان الموجودة في البلاد.
وشددت الرئيسة السويسرية -التي تشغل في نفس الوقت منصب وزيرة الخارجية- إلى أهمية التعايش السلمي بين جميع طوائف المجتمع بغض النظر عن الانتماء العرقي أو الديني، منوهة إلى الدور الذي لعبته الأيادي الأجنبية العاملة في ازدهار الاقتصاد السويسري على مدى عقود.
شعارات التخويف
كما عبرت كالمي ري عن استيائها من تحويل خصوصيات المسلمين إلى قضايا قومية، تقوم بعدها الأحزاب اليمينية المتشددة بتعبئة الرأي العام ضد المسلمين، مثل حجاب المسلمات أثناء العمل، وكيف حوله اليمين إلى مشكلة سياسية وتهديد للهوية الوطنية وغيرها من الشعارات التي تنشر الخوف من الآخر، حسب قولها.
وأكدت أن الحقوق التي يكفلها الدستور لحرية الأديان والعقيدة غير قابلة للتفاوض وأنه ليس باستطاعة أي طرف أن يجعلها حكرا على جماعة ضد أخرى أو أن ينتزع حقا من فئة بينما يضمنه القانون للجميع، وذلك في إشارة إلى رغبة مجموعة من البرلمانيين المنتمين إلى أقصى اليمين إضافة بند في الدستور يحظر بناء المآذن في البلاد.
في الوقت نفسه أصرت كالمي ري -المنتمية إلى الحزب الاشتراكي- على التذكير بأن الحل يكمن في العمل الجماعي لمواجهة تلك الظاهرة والقضاء عليها، مشيرة إلى أن القبول بالآخر والتفاهم معه لا يعني فقدان الهوية، كما أشارت إلى أهمية الحوار ودوره في إزالة الصور النمطية السلبية والبحث عن حلول مشتركة تضمن التعايش السلمي بين مختلف فئات المجتمع.
وحذرت من تصاعد لهجة الهجوم العنصرية على الأجانب لأنها تعمل على زيادة الراديكالية والأصولية، لاسيما وأن الوضع العالمي الراهن خلط ما بين الأفكار السياسية والأفكار الدينية المتطرفة على مختلف الجبهات.
تضامن مع الفقراء
وقد ركز اليوم الفدرالي للصلاة هذا العام على مشكلتي الفقر والجوع في العالم، وقام المشاركون في الحفل من ممثلي الديانات السماوية بقراءة نصوص دينية من الكتب السماوية تحض على محاربة الفقر والجوع والتبرع للمعوزين والمحتاجين.
من ناحيتها اعتبرت الرئيسة السويسرية أن النمو الاقتصادي الجيد الذي يشهده العالم يجب أن يلقي بظلاله على الجميع من خلال التعاون المشترك وإحساس الدول الغنية بمشكلات البلدان الأكثر فقرا في العالم.
وطالبت بعدم نسيان وتجاهل "خمسين دولة يقطنها قرابة تسعمئة مليون نسمة تعيش في فقر مدقع، و65 دولة أخرى -يفوق تعداد سكانها المليار- لن تتمكن من كسر حاجز الفقر والمرض والجهل إلا مع حلول عام 2040".