فرنسا تواصل طريق سان كلو بدبلوماسية الاستخبارات

سيد حمدي-باريس
يبدو أن فرنسا عازمة على مواصلة تحركاتها للإسهام في حل الأزمة اللبنانية بعد اجتماع سان كلو بالضاحية الباريسية، وذلك من خلال سلسلة خطوات بينها فتح قناة اتصال مع سوريا التي تعتبر رقما أساسيا في المعادلة اللبنانية.
وعلمت الجزيرة نت أن موفد فرنسا إلى لبنان جان كلود كوسران -أحد أهم السفراء بوزارة الخارجية الفرنسية- سيقوم بدور هام في المرحلة القادمة، استناداً إلى خلفيته الدبلوماسية والاستخباراتية الواسعة.
وكان كوسران قد انتقل من العمل بوزارة الخارجية ليتولى رئاسة الجهاز الاستخباراتي (الإدارة العامة للأمن الخارجي) بين عامي 2000 و20002 قبل اختياره لاحقاً سفيراً لبلاده لدى القاهرة.
وقد وقع الاختيار مبكراً على كوسران الذي مهد لاجتماع سان كلو لقدرته على توظيف علاقاته القديمة بالمنطقة حيث شغل منصب سفير لبلاده لدى دمشق بين عامي 1993 و1996، فضلاً عن عدة مواقع دبلوماسية سابقة تولاها في كل من بيروت وبغداد وطهران.

إجماع وطني
وبخصوص تقييم اجتماع سان كلو قال رئيس مرصد الدراسات الجغرافية السياسية شارل سان برو إن البعض بالغ في تقييم النتائج إلى درجة الاعتقاد بأنه سيحل كل مشاكل لبنان بعصا سحرية، معتبرا أن اللقاء خطوة باتجاه الحل في ظل دور فرنسي إيجابي جداً.
وأضاف سان برو -الخبير في سياسة فرنسا العربية- أن "أولى النجاحات تمثلت في جمع كافة الفرقاء حول طاولة الحوار لأول مرة منذ نحو عشرة شهور بعيداً عن عدسات المصورين، ما يعني أن فرنسا والمجتمعين صبوا اهتمامهم طوال يومي الاجتماع على سبل الوصول إلى حل للأزمة مع إدراك عام بأن الحل لا بد له من إجماع وطني".
واستطرد سان برو في حديث للجزيرة نت قائلا إن أولى نتائج اجتماع سان كلو هي ترسيخ الحوار واتفاق الفرقاء على الالتزام بالحل السلمي للأزمة وعلى آلية للتشاور، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه يبقى مجرد خطوة يجب أن تتبعها خطوات أخرى.
وأشار إلى أن باريس جادة في التعاطي مع الأزمة اللبنانية، وأن ذلك يتجلى في الزيارة التي سيقوم بها وزير خارجيتها برنار كوشنر إلى بيروت يوم 28 من الشهر الحالي.
" أبو شقرة: اجتماع سان كلو لا يشكل اختراقاً عميقاً للأزمة، فهو فقط يسهل الطريق أمام إعادة اللبنانيين إلى طريق الحل بعيداً عن أجواء الشحن والتوتر " |
مسؤولية لبنانية
من جهته قال رئيس المنتدى الثقافي اللبناني نبيل أبو شقرة إن فرنسا أكدت اهتمامها بالشأن اللبناني، لكن الأزمة اللبنانية أكبر من أن تحل في اجتماع سان كلو لأن الخطوط الكبرى للأزمة موجودة خارج لبنان.
ولم ينف أبو شقرة في حديث مع الجزيرة نت أهمية الخطوة الفرنسية، لكنه يرى أن "المسؤولية تقع رغم ذلك على عاتق اللبنانيين وحدهم للوصول إلى حل حقيقي".
ويرى أن اجتماع سان كلو "لا يشكل اختراقاً عميقاً للأزمة، فهو فقط يسهل الطريق أمام إعادة اللبنانيين إلى طريق الحل بعيداً عن أجواء الشحن والتوتر".
وأعرب أبو شقرة عن ثقته في قدرة الأطراف اللبنانية على تحقيق الحل المنشود "إذا أرادوا فعلاً فرض أنفسهم على الواقع الإقليمي والدولي وعدم تكرار مأساتهم التاريخية المتمثلة في اللجوء إلى الحوار بعدما يكونون قد أجهزوا على أنفسهم".