اعتماد إستراتيجيات جديدة لإنقاذ جبال الهيمالايا وسكانها

تامر أبو العينين-لوتسرن
اعتمد المركز الدولي للتنمية المتكاملة للجبال إستراتيجيات لمواجهة تأثير التغيرات المناخية على سلاسل جبال الهيمالايا وهندوكش، وإنقاذ سكانها عبر تهيئتهم للتأقلم مع حياتهم الجديدة.
الإستراتيجيات الجديدة طرحت خلال مؤتمر متخصص استضافته سويسرا يومي 28 و29 من الجاري بمشاركة علماء من باكستان والهند والصين وبنغلاديش ونيبال ومجموعة من الخبراء الأوروبيين، تطرقوا خلاله للقضايا المتعلقة بمستقبل الحياة الجبلية والتحديات والمخاطر التي تهدد سلسلة الجبال الآسيوية مثل شح المياه المتوقع والخسارة الفادحة في التنوع البيئي البيولوجي للنباتات والأعشاب الطبية.
يقول رئيس المركز يواخيم كينفيتش للجزيرة نت إن أولى هذه الإستراتيجيات تعتمد على البدء في برامج محلية لتقليل نسبة الفقر بين السكان من خلال التعاون مع المنظمات المحلية المتخصصة، وتوعيتهم بأساسيات اقتصاديات البيئة للتعامل مع الوضع بحذر أكبر.
وتعالج الإستراتيجة الثانية -حسب قوله- التنمية المستدامة في تلك المناطق، وكيف يمكن أن تتماشى مع المتغيرات المتوقعة حيث سيقوم الخبراء بتحليل العلاقة بين الخسائر البيئية والحركة الاقتصادية على كافة المستويات مما قد يساعد على وضع إستراتيجبات تتمتع بالمرونة الكافية للتعامل مع مختلف الأوضاع.
مشكلات توحد الساسة
ورغم اختلاف وجهات النظر السياسية بين دول المنطقة فإن الخبراء ناقشوا المشكلة من وجهة نظر عملية تطبيقية. ويقول أحد المشاركين من الهند للجزيرة نت إن خطورة المشكلة والكوارث المتوقعة لا تدع مجالات للبحث في قضايا سياسية لا محل لها في مثل هذا المؤتمر العلمي.
ويؤكد العلماء أن مصادر المياه لتسعة أنهار كبرى في المنطقة المعنية ستتأثر بالمتغيرات البيئية المتوقعة نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهي التي تقوم بتوفير المياه لأكثر من مليار نسمة في دول جنوب آسيا.
الخبير الباكستاني إسماعيل قريشي وهو مندوب وزارة المياه والطاقة ذكر للجزيرة نت أن خطورة هذه المشكلة تتمثل في عدم قدرة المزارعين في بلاده مستقبلا على الحصول على مياه الري اللازمة، لا سيما وأن نسبة كبيرة منهم تسكن الجبال وتعمل بالزراعة.
جليد يذوب
فوفقا لبيانات الخبراء فقدت جبال الهيمالايا 131 كلم2 من غطائها الجليدي خلال 30 عاما خلت، فأصبحت قمم مجموعة من الجبال في منطقة التبت خالية من الثلوج. وقد يؤدي هذا -على المدي القصير- إلى المساهمة في الحصول على ماء للري في الوديان والسفوح، لكن من المحتمل أن تنشأ بحيرات جديدة نتيجة تكدس المياه المذابة بسبب ارتفاع حرارة الأرض.
وقال خبراء صينيون شاركوا للجزيرة نت إن نسبة الجليد ستتراجع بنسبة 28% حتى عام 2050 على أقصى تقدير، وسيهدد مصادر المياه بشدة وينذر بأزمة أيضا قد تؤدي إلى موجة من النزوح غير المحسوبة. في حين أن بعض الشواطئ باتت مزارا للأعاصير وارتفاع موجات المياه بشكل غير عادي.
وينتشر سكان جبال الهيمالايا وهندوكش -المقدر عددهم بـ150 مليون نسمة- في بقاع مختلفة على امتداد 3500 كلم من أفغانستان إلى ميانمار. وتحتضن قمم هذه السلسلة 3735 كلم 2 من الجليد والثلوج.
كما تعتبر هذه السلسلة الضخمة من الجبال واحدة من موارد الأعشاب الطبيعية والطب البديل، ويخشى الاختصاصيون في هذا الميدان من ضياع أنواع من تلك الأعشاب إذا استمر التدهور البيئي الحالي.