جدل بمصر حول رفض جمال مبارك تأسيس حزب
جدل واسع داخل الأوساط السياسية بمصر أثاره إعلان الأمين العام المساعد للحزب الوطنى الحاكم جمال مبارك نجل الرئيس المصري عدم اعتزامه تشكيل حزب جديد.
ومما أثار قلق المعارضة من هذا النفي أنه جاء بعد إقرار تعديلات دستورية قاطعت المعارضة مناقشتها في البرلمان والاستفتاء الشعبي عليها بدعوى أنها تمهد لتوريث الحكم لجمال.
وتقول حركات المعارضة إن هناك إشارات كثيرة تظهر عزم أسرة مبارك والحزب الوطني أن يكون جمال خليفة والده في منصب رئيس الدولة، بينما ينفي الرئيس حسني مبارك وجمال أي طموحات للابن في الرئاسة.
ورأى رئيس حزب الغد إيهاب الخولي أن جمال مبارك الذي يشغل أيضا منصب أمين لجنة السياسات بالحزب، لم ولن يفكر يوما في تأسيس حزب جديد لأن المسرح السياسي -خاصة بعد التعديلات الدستورية- أصبح مهيئا تماما لتكريس هيمنة الحزب الوطني على السلطة.
وأضاف الخولي للجزيرة نت أن جمال والمقربين منه داخل الحزب الوطني هم اللاعب الرئيسي والفاعل في رسم سياسات الدولة وتنفيذها، "وبالتالي فإن رحيل هذه المجموعة التي يسميها البعض بالإصلاحيين أو الحرس الجديد تعني انهيار الحزب وزواله تماما".
وأوضح أن تصريح نجل الرئيس هدفه إيصال رسالة إلى القوى الوطنية مفادها أن "الحزب الوطني سيحكم البلاد منفردا"، وأخرى لأعضاء الحزب بأن "مزايا عديدة ومكاسب أكبر ستكون بانتظار من سيبقى في الحزب ويخلص لأجندته".
قادة المستقبل
لكن عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني الدكتور حسام بدراوي استغرب التفسيرات المتعددة للتصريح، موضحا أن الكلام جاء ردا على سؤال لأحد الصحفيين لنجل الرئيس حول ما نشرته وسائل إعلام عن عزمه تأسيس حزب جديد تحت اسم "جيل المستقبل"، وأنه لا يحمل في طياته أي رسائل للداخل أو الخارج.
وأضاف بدراوي للجزيرة نت أنه لا صحة لما أثير عن وجود جدل داخل الحزب الوطني أو انقسامات بشأن رغبة جمال مبارك في تأسيس حزب جديد، ويجب أن يقاس حجم التصريح بالتناسب مع حجم السؤال الذي طرح.
وقال إن "كل حزب سياسي يجب أن يمتلك قادة مستقبليين له والسيد جمال واحد من قيادات الحزب، ولا يعني هذا أنه مرشح الحزب الوحيد، كما أنه لا يعني أيضا حرمانه من حق الترشح لرئاسة البلاد".
رأي الإخوان
من جهته قلل القيادي بجماعة الإخوان المسلمين عصام العريان من أهمية كلام نجل الرئيس، منتقدا ما وصفه "بدوران الحياة السياسية في مصر حول شخص واحد سواء كان الرئيس مبارك أو نجله، لأن ذلك يعد دليلا على أنها حياة سياسية سلبية وغير فعالة".
وقال العريان للجزيرة نت "مع احترامي لشخص جمال مبارك فإنه لا يملك خبرة أو تاريخا سياسيا، ولا أعتقد أن الشعب يهتم بذلك.. الشعب يطالب بتأسيس قواعد عادلة لحرية إنشاء الأحزاب، وهو غير مكترث بما يجري فى أروقة الحزب الحاكم".
ورأى القيادي الإخواني أن الحزب الحاكم لا يسعى لإقامة حياة حزبية سليمة في مصر وأن كل ما يشغل قادته الآن أن يجمعوا السلطة والثروة معا، مضيفا أنه لو غادر جمال مبارك إلى حزب جديد فسيلحق به كافة رموز الحزب الحاكم ليقيموا حزبا بيرقراطيا على شاكلة الحزب الوطني".