جاب الله يعتبر قبول خصومه للانتخابات جريمة سياسية
اعتبر زعيم حركة الإصلاح الوطني الجزائرية عبد الله جاب الله أن منح وزارة الداخلية رخصة المشاركة بالانتخابات التشريعية لخصومه بعد إقصائه جريمة سياسية، داعيا لمقاطعة الانتخابات.
وكان خصوم جاب الله بالحركة عقدوا مؤتمرا مطلع الشهر الماضي وأعلنوا فصله، وتشكيل قيادة جديدة للحزب وانتخاب محمد جهيد يونسي -وهو من أبرز القياديين المعارضين له- أمينا عاما لها.
وقال جاب الله في حوار خاص بالجزيرة نت إن وزارة الداخلية أقدمت على جريمة سياسية غير مسبوقة في حق الحزب عندما منحت رخصة المشاركة في الانتخابات لأشخاص فصلوا من الحركة تنظيميا وفقا للإجراءات القانونية. وأضاف أنها أبلغته أن هذه الرخصة تعتبر بمثابة إذن مؤقت.
أما موضوع الحزب فهو معلق بقضيتين هما: قرار مجلس الدولة والانتهاء من دراسة الطعون، والتأكد من الشروط المطلوبة لاعتماد المؤتمر.
وعلل جاب الله ما يجري بوجود قرار سياسي بمنع حركة الإصلاح الوطني من المشاركة بالانتخابات التشريعية بقيادتها الرسمية، أملاه الخوف من الحركة بقياداتها.
وأشار إلى أن الذين اتخذوا القرار لهم أجندة في الفترة المقبلة، تتمثل في تمرير جملة من القوانين في برلمان أحادي ليس فيه معارضة، منها تعديل الدستور وقانون الأحزاب وقانون الجماعات المحلية.
وعما إذا كان جاب الله بصدد إطلاق حزب جديد، قال إنه وأنصاره متمسكون بحقهم في الحركة التي أسسوها وإنهم سيواصلون نضالهم لاسترجاعه وإذا استنفدوا كل الوسائل وأصرت السلطة على موقفها "فلكل حادث حديث".
واعتبر أن البرلمان القادم سيكون "برلمانا أحاديا بمنابر متعددة وهو دليل على رغبة السلطة في إرساء ديمقراطية مظهرية، والعودة إلى منطق الحزب الواحد في الواقع والممارسة".
موقف القيادة الجديدة
تصريحات جاب الله قابلتها تصريحات للأمين العام الجديد للحركة محمد جهيد يونسي الذي يستعد مع القيادة الجديدة لدخول الانتخابات، حيث أكد في حوار خاص بالجزيرة نت أن المؤتمر اعتمد بوثائق رسمية معتبرا أن الأشخاص الذين فصلوا من الحركة باتوا من الماضي.
وقال يونسي وهو من أبرز القياديين الذين عارضوا جاب الله إن "بناء حزب لا يزول بزوال الأشخاص" و"إن حزبا يعتمد العلمية والواقعية في الطرح لا يعيش على أخطاء الآخرين إنما يعتبر نفسه إضافة إيجابية للمجتمع ويبتعد عن الشعبوية".
كما ذكر الأمين العام الجديد للحركة أن الخلاف حول طرق تسيير الحزب، وأن الموقف من السلطة والمعارضة هو قضية تحكمها الظروف وليست مواقف مبدئية أبدية.