تظاهرات وحظر للتجول تطبع الذكرى الرابعة لسقوط بغداد
9/4/2007
تحل اليوم الذكرى الرابعة لسقوط بغداد في يد القوات الأميركية. ووسط إجراءات أمنية مشددة, فرض حظر تجول على المركبات والدراجات منذ فجر اليوم ولـ24 ساعة. وبهذه المناسبة شارك مئات الآلاف من أتباع التيار الصدري بتظاهرة في مدينة النجف للتنديد بالاحتلال الأميركي. وتزامنت تلك التطورات مع مقتل عشرة جنود أميركيين خلال اليومين الماضيين.
فقد خرج مئات الآلاف من أتباع التيار الصدري في تظاهرة انطلقت من الكوفة باتجاه مدينة النجف الأشرف بدعوة من الزعيم الشيعي المتواري عن الأنظار مقتدى الصدر, للتنديد بالغزو الأميركي للعراق.
وانطلقت التظاهرة التي يشارك فيها علماء دين سنة أيضا, من أمام مسجد الكوفة (10 كلم شمال النجف) باتجاه ساحة الصدرين في النجف. وأحرق المتظاهرون أعلاما أميركية وإسرائيلية, كما رسمت أعلام أميركية وإسرائيلية في الشوارع ليدوس عليها المتظاهرون.
كما رفعت الأعلام العراقية فوق المباني الحكومية وشرفات المنازل والساحات العامة. وقال نصار الربيعي رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان إن هذه التظاهرة هي "نداء للمقاومة ونداء للحرية والكرامة, فبعد أربع سنوات من الاحتلال لم يحصد العراق سوى القتلى دون أي خدمات ولا كهرباء أو ماء". وأضاف "ليست هناك سيادة للشعب أو الحكومة, لا نقول إن السيادة منقوصة إنما معدومة".
حظر التجول
وتطبق القوات الأميركية والجيش العراقي حظرا للتجول على المركبات والدراجات في بغداد اعتبارا من الساعة الخامسة من فجر اليوم حتى الخامسة من فجر يوم غد. واتخذت السلطات المحلية في النجف قرارا مماثلا أمس, لكن مقتدى الصدر دعا أتباعه للخروج "بتظاهرات مليونية" للتنديد باستمرار الوجود الأجنبي.
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن الدوام سيجري بصورة طبيعية اليوم في الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية في بغداد وبقية المحافظات, ما يتعارض مع قرار فرض حظر التجول, الأمر الذي سبب إرباكا وبلبلة لدى الموظفين الحكوميين.
وكان الحاكم الأميركي السابق للعراق بول بريمر قد اتخذ قرارا باعتبار التاسع من أبريل/ نيسان من كل عام عطلة رسمية, ونفذ القرار عام 2004، لكنه لم يطبق في الأعوام اللاحقة بسبب المعارضة الشعبية الواسعة له.
قتلى أميركيون وفي تطور جديد أعلن الجيش الأميركي في بيانين مقتل ستة من جنوده يوم أمس. ففي البيان الأول قال إن ثلاثة من جنوده قتلوا في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم جنوب بغداد.
وقال في بيان آخر إن جنديا قتل وأصيب ثلاثة بجروح في إطلاق نار غير مباشر جنوب بغداد أيضا. كما توفي جنديان جراء اصابتهما بجروح خلال عمليات عسكرية، أحدهما في محافظة ديالى والآخر في محافظة صلاح الدين.
ويضاف هذا العدد إلى أربعة جنود أميركيين قتلوا يوم السبت، ما يرفع عدد قتلى الجنود الأميركيين خلال اليومين الماضيين إلى عشرة. وبذلك يرتفع إجمالي عدد قتلى القوات الأميركية منذ احتلال العراق إلى 3275, وفقا لبيانات وزارة الدفاع (البنتاغون).
المالكي باليابان
على الصعيد السياسي أعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن شكره لليابان على مساعدتها لبغداد. ودشن المالكي زيارته لطوكيو التي وصلها اليوم, بحضور حفلة مع الامبراطور اكيهيتو والامبراطورة ميشيكو في قصرهما وسط العاصمة اليابانية.
وبعد ذلك بدأ سلسلة اجتماعات تنتهي بلقاء نظيره الياباني شينزو آبي. وقال المالكي للصحفيين قبل اجتماعه مع وزير الدفاع فوميو كيوما إن "سبب مجيئي إلى هنا هو التعبير عن الشكر لمساهمات اليابان في العراق".
ويقوم المالكي بأول زيارة له إلى اليابان وكوريا الجنوبية الشريكينن الاقتصاديين الرئيسيين للعراق اللذين أرسل كل منهما قوات للعمل ضمن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.
وفيما يتعلق بمؤتمر شرم الشيخ المزمع عقده الشهر المقبل, قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن المؤتمر الوزاري الموسع الذي سيجمع الدول المجاورة للعراق والدول الكبرى في مصر سيكرس للوضع في العراق وليس للخلافات الأخرى في المنطقة.
وقال زيباري لصحيفة الغارديان البريطانية, إن الأمن في العراق سيكون "الموضوع الوحيد" المطروح على جدول أعمال المؤتمر المقرر في 3 و4 من مايو/ أيار المقبل. ويشكل مؤتمر شرم الشيخ استكمالا للمؤتمر الدولي حول الأمن والذي نظم في بغداد في 10 مارس/ آذار الماضي.
وستشارك في المؤتمر دول جوار العراق وهي إيران والأردن والكويت والسعودية وسوريا وتركيا، إلى جانب مصر والبحرين والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة.
كما ستشارك الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ومجموعة الثماني الصناعية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين بالإضافة إلى ألمانيا وكندا وإيطاليا واليابان والاتحاد الأوروبي.