الخطاب الديني ودور الكنيسة في الانتخابات الفرنسية

REUTERS /A member of the Socialist party votes during the party's primary election for the next French presidential election in Lievin, November 16, 2006. French Socialists choose their

 

سيد حمدي-باريس
 
أكدت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية حيادها وعدم دعمها لأي مرشح في الانتخابات الرئاسية التي تجرى الجولة الأولى منها في 22 أبريل/نيسان الجاري. ويأتي موقف الكنيسة فيما برز في الحملة الانتخابية على مدى الأيام القليلة الماضية الخطاب الديني بين المرشحين.
 
وقالت المتحدثة باسم مؤتمر أساقفة فرنسا إنه "لا يوجد ما يسمى بتصويت كاثوليكي أمام صناديق الاقتراع والأمر يعود للناخب في اختيار المرشح القادر على القيام بمهمته على الوجه الأفضل انطلاقاً من معايير معينة وليس على أساس دينه".
 
وأضافت المتحدثة باسم الأغلبية المسيحية في فرنسا للجزيرة نت أن واقع الممارسة الكنسية في الانتخابات الرئاسية يلتزم دور الحياد تجاه أسماء المرشحين على عكس الدور المباشر الذي تلعبه الكنيسة الإنجيلية في الانتخابات الأميركية.
 
واستطردت كورديير "هناك مرشحون بعينهم يمكن ملاحظة الأصل المسيحي في بعض ما يطرحونه من نقاط ضمن برامجهم الانتخابية".
 
تذكير بقواعد

undefinedوأوضحت أن أساقفة فرنسا يرون في الانتخابات والمناقشات الدائرة مناسبة للتذكير ببعض القواعد الخاصة بمستقبل فرنسا ووضعها في العالم فيما يخص ملفات عديدة مثل الأسرة والعمل والعولمة والهجرة.
 
وأشارت إلى أن الأساقفة يريدون في هذا السياق تسليط الضوء على هذه الملفات أمام المسيحيين وغير المسيحيين ودعوة كل شخص للتفكير.
 
ونبهت المتحدثة باسم مؤتمر أساقفة فرنسا إلى وجود ملفات تحظى باهتمام الكنيسة مثل المدارس الدينية الخاصة ومكافحة الإجهاض والقتل الرحيم.
 
وأضافت أن هذه القضايا تثار ضمن الجدل الانتخابي "وحينما يكون هناك خيار لدى الناخبين الفرنسيين المقدر عددهم بأكثر من أربع وأربعين مليون ناخب فإن المأمول هو التعامل مع هذه القضايا مجتمعة بحيث يتم التعاطي معها استناداً إلى عدد معين من المعايير، فنحن في نهاية الأمر ومع تنوع مواقف المرشحين نجد أنفسنا بصدد البحث عن الأقل ضرراً إذ لا يوجد مرشح واحد يمكن أن يحقق كل ما نتمنى".

الدين والدولة
وقد برز الخطاب الديني المسيحي في الحملة الانتخابية على مدى الأيام القليلة الماضية. واعتبر رئيس حزب الأغلبية نيكولا ساركوزي -الذي يقدم نفسه مرشحاً عن التيار المحافظ- أن بلاده تعاني "نقصا في أعداد القساوسة الشباب القادرين على تقديم الإجابة على الكم الهائل من تساؤلات الشباب".
 
وأوضح رئيس حزب (الاتحاد من أجل حركة شعبية) رداً على استجواب أجرته الأسبوعية المسيحية (لا في) مع كافة المرشحين أنه يرى أن الدين يقدم للمجتمع إسهاما "إيجابياً في العموم".
 
undefinedأما صاحبة المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي سيغولين رويال فقد قالت إن القانون الصادر عام 1905 لتنظيم العلاقة بين الدين والدولة "يؤسس للعقد الجمهوري" لفرنسا.
 
واعترفت رويال أن بعض القيم التي تؤمن بها تعود إلى تعليمها الكاثوليكي الذي تلقته في الصغر.
 
وأضافت أنها عندما بلغت سن الرشد "احتفظت بأفضل ما لدي من القيم من أجل أن أكون حرة".
 
وأقر المرشح المعادي لليبرالية جوزي بوفي بأنه من "اللاأدريين" أي هؤلاء الذين لا يدرون دينا لهم.
 
ورأى بوفي -الذي حصل بصعوبة على التوقيعات اللازمة لاعتماد ترشحه دستورياً- أن عظات الجيل المسيحية دعوة للالتزام رغم "الاضطهاد" الذي قد يلاقيه المرء، لكنه في الوقت ذاته أعرب عن ثقته فيما أسماه "القوى الأرضية" التي يستند إليها في حياته.
 
وأقر مرشح الوسط المثير للجدل فرانسوا بايرو أنه مسيحي ممارس لشعائره الدينية، لكنه وعلى حد قوله لا يطيع الكنيسة عندما يتعلق الأمر بالتصويت على مشروع لقانون يطرح على النواب في الجمعية الوطنية.
 
ومن أقصى اليسار يرفض وبإصرار زعيم العصبة الشيوعية الثورية أوليفييه بيزانسينو التحدث عن شؤونه الشخصية برؤية دينية. وشدد على التفريق بين كنيسة تفضي في نهاية الأمر إلى "رؤية محافظة" وأخرى تفضي إلى "رؤية تقدمية".
 
وجاء كلام زعيم الجبهة الوطنية جان ماري لوبن متطابقاً مع مواقفه من حيث تأكيده على أن المسيحية تمثل "عامل استقرار اجتماعي". ونبه إلى أن رجال الدين عليهم ألا يتدخلوا في المعارك الانتخابية، علما بأنه شخصيا مستهدف من بعض رجال الدين. 
المصدر : الجزيرة

إعلان