ندوة تبحث علاقة الأصولية والإرهاب بمعرض كتاب أبوظبي
شرين يونس-أبو ظبي
استضاف معرض أبو ظبي الدولي للكتاب ندوة فكرية بعنوان "الأصولية والإرهاب.. نفس الجذور، نفس النتائج" في إطار لغة التسامح في أوقات التوتر.
وقد شبه رئيس الندوة الصحفي اليمني يوسف الديني النقاش بتبادل إلقاء الكرة في ملعب كل محاضر، وأضاف "في ظل التعميمات، يمسك كل واحد بطرف الحقيقة دون محاولة رؤية الحقيقة كاملة".
من جانبه أشار الصحفي الألماني مايكل لويدز إلى الحكم والرؤية غير الإيجابية للإسلام في الغرب، والخوف منه، نتيجة لانتشار الاعتقاد بأنه دين يحبذ العنف ويحاول السيطرة على العالم. مؤكدا صعوبة تغيير هذه الصورة النمطية، وفي نفس الوقت اتهم المسلمين بأنهم لا يحاولون شرح دينهم، وهو ما نتج عنه عدم وجود حوار حقيقي.
وعزا لويدز "العمليات الإرهابية" إلى سوء التفاهم والرؤية المختلفة لدور الدين بين المجتمعات الغربية ونظيرتها العربية والإسلامية، مشيرا إلى الفصل الذي تفرضه أوروبا بين الدين والدولة، في الوقت الذي يلعب فيه الدين دورا أساسيا في الحياة بالدول العربية والإسلامية.
وشدد على أن دور الدين داخل المجتمعات العربية والإسلامية يشيع كثيرا من الخوف داخل المجتمعات الأوروبية، معربا عن دهشته من فكرة تفضيل الرجوع إلي الخلف السائدة في المجتمعات الإسلامية، في محاولة لتقليد المسلمين الأوائل، وهو ما يراه الأوروبيون نوعا من العصبية والتطرف في التفكير.
وأكد في الوقت نفسه ضرورة التفريق بين اتجاه الكتلة الرئيسية في المجتمع واتجاه فرق صغيرة قد تصل للمئات أو الآلاف.
وأشار كذلك إلى طغيان فكرة التصدي للغرب على حساب البحث عن أسباب التخلف الداخلي في المجتمعات العربية، وقال إن المثقفين العرب كثيرا ما انشغلوا بنقد السياسات الأوروبية والأميركية دون أن يناقشوا أسباب التخلف والتراجع في مجتمعاتهم.
وفى رده أكد يوسف الديني أن المشكلة ليست في تحول الدين إلي هوية، وإنما هي إعطاء الدين بعدا ثوريا وربطه بالمواقع السياسية.
الأنانية الأوروبية
وبدوره ألقي الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ضياء رشوان الضوء على التاريخ الإسلامي، وأكد أنه رغم انتشار "الجماعات شديدة التطرف" لم يظهر "الإرهاب" سوى في سبعينيات القرن الماضي فقط.
بينما عزا رشوان السبب في غياب التسامح بين العرب والغرب للأنانية الأوروبية التي قال إنها تتجسد في التفكير الدائم المسيطر على أوروبا بأنها العالم كله وإغفالها الدوائر الثقافية الأوسع، وأضاف أنه كلما زاد التطور الاقتصادي والسياسي والعسكري لأوروبا زاد الإحساس لديها بتملك العالم.