بيلوسي تلتقي الأسد اليوم وبوش ينتقد زيارتها لدمشق
شن الرئيس الأميركي جورج بوش هجوما عنيفا على زيارة رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى دمشق معتبرا أنها تسهم في تقويض سياسة حكومته القائمة على عزل سوريا.
وقال بوش إنه أوضح للمسؤولين الأميركيين الكبار جمهوريين وديمقراطيين "أن الذهاب إلى دمشق يبعث برسائل متناقضة" إلى المنطقة والرئيس بشار الأسد مفادها أن حكومته باتت "جزءا أساسيا من المجتمع الدولي بينما هم في الواقع دولة ترعى الإرهاب".
واتهم بوش -الذي يخوض صراعا مع الأغلبية الديمقراطية بالكونغرس لتمويل حرب العراق- سوريا بمساعدة وتسهيل حركة المقاتلين الأجانب إلى هذا البلد وبعدم "لجم" مقاتلي (حركة المقاومة الإسلامية) حماس وحزب الله و"زعزعة الديمقراطية اللبنانية".
وقال إن مسؤولين أميركيين وأوروبيين كبارا التقوا الأسد وأن الأخير "لم يستجب" لدعواتهم، مضيفا أن أفضل طريقة للاجتماع مع الأسد هو دفع المجتمع الدولي لإجباره على "تغيير سلوكه".
وكانت بيلوسي قد وصلت إلى دمشق الثلاثاء في إطار جولة تشمل بيروت وتل أبيب والأراضي الفلسطينية.
والتقت بيلوسي-التي يرافقها سبعة نواب- وزير الخارجية السوري وليد المعلم ثم جالت في أسواق دمشق على أن تعقد الأربعاء لقاء رسميا مع المعلم والرئيس السوري بشار الأسد.
زيارة مهمة
ووصفت بيلوسي أثناء وجودها في بيروت الاثنين الزيارة بأنها مهمة "لإطلاق حوار" مع دمشق بشأن قضايا المنطقة خصوصا الشأن العراقي، وإنشاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ومكافحة الإرهاب وموضوع دعم دمشق لحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
واعتبرت أن زيارتها سوريا جزء من مسؤوليتها حيال الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية، وأنها تأتي في سياق توصيات مجموعة الدراسات بشأن العراق التي ترأسها وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر وشجعت استئناف الحوار مع دمشق.
ووفقا للتقارير الأميركية فقد حاول البيت الأبيض إقناع بيلوسي بإلغاء زيارة دمشق وعندما فشل في ذلك حث وفدها على توجيه "رسالة شديدة اللهجة" إلى الحكومة السورية بشأن احترام حقوق الإنسان في سوريا ولبنان.
ويرافق بيلوسي في جولتها سبعة نواب بينهم النائب عن الحزب الديمقراطي توم لانتوس الذي يترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب والمعروف بموقفه الصارم تجاه الحكومة السورية، وبتأييده الشديد لإسرائيل.
وقال مصدر إسرائيلي رسمي يوم الأحد الماضي إن بيلوسي ستنقل إلى سوريا استعداد إسرائيل لبدء مفاوضات سلام إذا أوقفت دمشق دعمها "للإرهاب".
وقد لاقت زيارة بيلوسي ترحيبا سوريا عكسته وسائل الإعلام الرسمية التي فسرت الزيارة على أنها مؤشر على عودة التوازن للسياسية الأميركية.
عزل سوريا
وقال وزير الإعلام السوري السابق مهدي دخل الله إن زيارة بيلوسي تشير إلى فشل كل محاولات عزل سوريا. وأضاف "نشعر بأن حوارا قد بدأ من جديد بين سوريا وأميركا والزيارة هي خطوة في الاتجاه الصحيح ونرجو أن تستمر وأن يتزايد الضغط على الإدارة الأميركية لكي تغير سياستها التي أثبتت فشلها في المنطقة".
وفي السياق ذاته اعتبر السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى زيارة بيلوسي خطوة إيجابية "وتأكيدا على اتجاه سائد في الكونغرس بحزبيه الديمقراطي والجمهوري سواء بسواء".
ونقلت صحيفة الثورة الحكومية اليوم عن مصطفى قوله إن الحوار لن يتوقف عند هذا الحد "وإن كان ذلك لا يعني بالمطلق أن الإدارة الأميركية ستغير موقفها فجأة". وبشأن أبعاد الزيارة قال السفير السوري إنها تدخل في إطار "الحوار الهادئ" للتوصل إلى بعض التفاهمات.
من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم إلياس مراد إن "هذه الزيارة هي بشكل أو بآخر إقرار بدور سوري وأن الخلاف الحاصل داخل الإدارة الأميركية بشأن الزيارة يؤكد أن هناك أكثر من وجهة نظر في الولايات المتحدة حول أسلوب التعامل مع سوريا".
وفي افتتاحيتها اليوم رحبت صحيفة تشرين الرسمية بزيارة بيلوسي وأكدت أن رئيسة مجلس النواب الأميركي "ستكتشف بنفسها أن الأيدي السورية ممدودة للحوار الجاد والصادق مع المسؤولين الأميركيين، وأن الصورة عن سوريا غير تلك التي تعكس التحامل والمواقف المسبقة وتغيب عنها الحقائق على أرض الواقع".