46 قتيلا ومائة مصاب بتفجيرات متتابعة في العراق
تسارعت وتيرة التفجيرات وأعمال العنف في العراق خلال الساعات القليلة الماضية ولقي أكثر من 46 شخصا مصرعه وأصيب نحو مائة آخرين في ستة انفجارات متتالية هزت بغداد وبعقوبة والموصل والرمادي.
وفي هذا الإطار قالت الشرطة إن ثلاثة انتحاريين فجروا سيارات ملغومة مما أسفر عن مقتل عشرين شخصا وإصابة 35 في مدينة الرمادي, فيما قالت مصادر طبية إن 29 جثة وصلت إلى المستشفى عقب الانفجارات.
وأفادت الشرطة بأن السيارة الأولى انفجرت قرب مطعم يقبل ضباط الشرطة على ارتياده وأسفرت عن مقتل 13 شخصا وإصابة 12, وأضافت أن السيارتين الأخريين انفجرتا قرب نقطتي تفتيش أنشأتهما الشرطة عقب انفجار السيارة الأولى.
وقبل ظهر اليوم الاثنين سقط أكثر من 23 قتيلا وأصيب عشرات في ثلاثة تفجيرات متتابعة هزت بغداد وبعقوبة والموصل, فيما تحدى أهالي الأعظمية حظر التجول وتظاهروا ضد الجدار الذي تبنيه القوات الأميركية حول مدينتهم بدعوى وقف الاقتتال الطائفي.
وقالت المصادر الأمنية إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عشرة آخرون في تفجير انتحاري قرب المنطقة الخضراء الأكثر تحصينا في بغداد.
جاء الانفجار بالتزامن مع هجوم انتحاري آخر قرب مدينة الموصل اليوم الاثنين حيث قتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب عشرون آخرون.
وأشارت المصادر الأمنية وشهود عيان إلى أن التفجير الانتحاري نفذ باستخدام سيارة مفخخة انفجرت قرب مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني شمالي الموصل.
وفي مدينة بعقوبة صدم مهاجم انتحاري سيارته في مبنى تابع للشرطة مما تسبب في مقتل عشرة وإصابة عشرة آخرين.
وقد تواصلت المواجهات والتفجيرات في تحد لخطة بغداد الأمنية حيث قتل أكثر من أربعين عراقيا وخمسة جنود أميركيين بعدد من الهجمات في مناطق متفرقة من العراق خلال الساعات القليلة الماضية.
وقد أقر الجيش الأميركي بمقتل خمسة من جنوده وإصابة ستة آخرين بعمليات متفرقة وقعت في بغداد السبت.
ضد الجدار
في هذه الأثناء تظاهر أكثر من ألف شخص من سكان منطقة الأعظمية منددين بقيام القوات الأميركية بإنشاء جدار حول المدينة يؤدي إلى عزلها والسيطرة على مداخلها.
وانطلقت المظاهرة من مسجد أبي حنيفة النعمان -أكبر مساجد المدينة- وجاب المتظاهرون الشوارع وهم يطلقون صيحات غضب ضد الواقع الأمني والخدمي المتردي ورافعين لافتات تندد بالجدار الإسمنتي الذي أنشئ مؤخرا حول مدينتهم.
من جهته قال المتحدث باسم خطة "فرض القانون" في بغداد العميد قاسم عطا إن بناء "الحاجز الأمني" حول الأعظمية و"مناطق أخرى سيستمر" متهما وسائل الإعلام بتضخيم الأمر.
وأجاب ردا على سؤال حول مطلب رئيس الوزراء وقف عملية بناء الحاجز الأمني، بأن المالكي قال إنه لا يقبل بناء سياج أمني بارتفاع 12 مترا, مشيرا إلى أن ارتفاع الكتل الإسمنتية لا يتجاوز حاليا خمسة أمتار.
في المقابل رد الجيش الأميركي بحذر على طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي, وقال إن الجانبين متفقان على "ضرورة حماية السكان".
وفي نفس الوقت أكد متحدث باسم الجيش الأميركي "مواصلة الحوار حول هذه المسألة", مشيرا إلى أنه يجري التباحث حاليا بشأن اتخاذ "إجراءات أمنية ملائمة وفعالة".
على صعيد آخر قال السفير الأميركي لدى العراق إنه يتحتم على الزعماء المتناحرين في العراق التوصل لتفاهمات سياسية موسعة للأزمة لرأب الصدع في البلاد.
وقال السفير رايان كروكر في أول مؤتمر صحفي منذ وصوله إلى بغداد في مارس/آذار إن الشهور المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لحكومة المالكي وحذر من أن "تنظيم القاعدة يحاول إثارة موجة جديدة من العنف في حملة من التفجيرات الانتحارية وبسيارات ملغومة والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى خلال الأسابيع العديدة المنصرمة".
وأوضح كروكر أيضا أنه أجرى مناقشات مع الحكومة العراقية والمسؤولين العسكريين في الأيام الأخيرة بشأن كيفية تقليل أثر الانفجارات التي قال إن تنظيم القاعدة يشنها.