محللون يتوقعون فوز ساركوزي والمسلمون يصوتون يسارا
سيد حمدي-باريس
أجمع ناشطون ومحللون فرنسيون من أصول عربية على أن مرشح اليمين نيكولا ساركوزي بات الأقرب إلى الفوز برئاسة فرنسا في مواجهة مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال في الجولة الثانية التي ستجري في السادس من الشهر المقبل.
وقال مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية أحمد جاب الله إن نجاح ساركوزي مرشح حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" وممثلة اليسار سيغولين رويال لا يرضي طموح الناخب الفرنسي المسلم الذي يميل تقليديا للاشتراكيين خاصة بعد عهد الرئيس فرانسوا ميتران الذي عرف انفتاحاً أكبر على المسلمين.
دور مهم
وأضاف جاب الله في حديث مع الجزيرة نت أن الناخب الفرنسي المسلم سيميل إلى رويال على حساب ساركوزي الذي أدلى بتصريحات سلبية تجاه مسلمي فرنسا وخاصة عندما تحدث عن مخالفة المسلمين للقواعد الصحية وقيام بعضهم بذبح خروف العيد في حمام المنزل، وهو ما لا يعكس الواقع الفعلي للمسلمين.
وأشار إلى أن ساركوزي لم ينجح في الاستفادة من شعبية الرئيس جاك شيراك وسط المسلمين لأنه ظل على خلاف معه حتى أسابيع قليلة مضت.
ورأى جاب الله أن ساركوزي نجح -رغم ذلك- في استقطاب أصوات اليمين فضلاً عن أقصى اليمين حيث تمكن من اجتذاب أعداد مهمة من الوعاء الانتخابي التقليدي لزعيم الجبهة الوطنية جان ماري لوبن.
وأشار إلى أن أصوات الفرنسيين المسلمين لعبت دوراً مهماً في الجولة الأولى، فيما تقول التقديرات إن عددها يبلغ المليونين. ورغم ذلك يرى جاب الله أن ساركوزي يبقى أوفر حظاً من رويال في الفوز بالجولة الثانية.
غياب العمق
أما رئيسة جمعية سيدات الصحافة العربية زينة الطيبي فترى أن تقدم ساركوزي جاء متسقاً تماماً مع كافة التوقعات والاستطلاعات التي سبقت الجولة الأولى.
ونجح الرجل -تقول زينة الطيبي في حديث مع الجزيرة نت- في حشد كافة رموز اليمين ويمين الوسط من حوله حتى حصد نهاية الأمر دعم الرئيس جاك شيراك ورجاله المقربين مثل رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان ووزيرة الدفاع ميشيل أليو ماري.
ونبهت زينة الطيبي إلى أن رويال واجهت مشاكل جمة داخل حزبها من حيث ابتعاد عدد من قيادات الحزب (الأفيال) عنها. وأضافت أن نجاح مرشحة الاشتراكيين جاء رغم ما اعترى برنامجها من سطحية حيث افتقد العمق المطلوب.
وأشارت إلى أن رويال نجحت وحدها مقابل ساركوزي، لكن هذه العوامل ذاتها تضعف كثيراً من فرصها في الفوز بالجولة الثانية. وشددت بدورها على أن ساركوزي يُعد الأقرب إلى الفوز بالمنصب الرئاسي.
ظروف صعبة
من جانبه قال رئيس جمعية الكندي بمدينة ليون نذير حكيم للجزيرة نت إن برنامج الفائزين الاثنين ساركوزي ورويال لا يتضمن ما يحقق أهداف الناخب الفرنسي المسلم الذي لم يسلم من الانتقاد أو الغمز واللمز.
وتوقع حكيم أن يغير الاثنان من لهجتهما تجاه الناخب المسلم قبل الجولة الثانية. وقال إن الفرنسيين المسلمين ليس لديهم القدرة على تقديم مرشح رئاسي وإنما لديهم القدرة على ترجيح كفة أحد المرشحين.
وخلافا لرأي جاب الله يعتقد حكيم أن مسار ساركوزي يوحي داخلياً وخارجياً أنه أقرب إلى الفرنسيين المسلمين بالمقارنة مع توجهات رويال مشيرا إلى أن ساركوزي يتعامل مع المسلمين كمواطنين فيما تتعامل معهم رويال تعاملاً اجتماعياً أقرب إلى الشفقة.
ويرى رئيس جمعية الكندي أن تصويت الناخب لصالح ساركوزي بالجولة الثانية لا يعني قبولاً به على نحو كامل، لكنه يعكس اختياراً وسط ظروف صعبة لأن المنافس -أي رويال- لم تقدم ما يستحق التأييد من جانب المسلمين.