الوضع الصحي لمرشحي الرئاسة يستهوي الفرنسيين
سيد حمدي-باريس
يتذكر الفرنسيون بمرارة كيف تعرضوا للخديعة عندما كذب عليهم قادتهم بشأن حالتهم الصحية المتردية وأخفوا عنهم طويلاً هذه الحقيقة.
حدث ذلك مرتين الأولى في مرض الرئيس جورج بومبيدو والثانية مع الرئيس فرانسوا ميتران حين توفي الاثنان بعد مرض عضال طال إخفاؤه عن الشعب إلى أن انتهى الأمر بكشف المستور.
ومنذ ذلك الحين والناخب الفرنسي يضع في اعتباره هاجس الحالة الصحية لمرشحي الرئاسة كي لا يستيقظ يوماً على تقرير طبي يعلنه قصر الإليزيه عن مرض خبيث ألم بالرئيس.
ويلقي التقرير نظرة عابرة على الحالة الصحية لأبرز المرشحين الذين يجري التصويت عليهم اليوم وسط حالة من الترقب وتضارب التوقعات.
ستة فقط
ورغم سرية مثل هذه المعلومات الطبية فإن عدداً من الدوريات والنشرات الطبية المتخصصة وفي مقدمتها "لوكوتيديان دو ميدسان" تناولت بعض التفاصيل المثيرة في هذا الشأن.
وقد عزا المحللون النفسانيون ما أسموه "الابتسامة المصطنعة" الدائمة لمرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال، إلى أنها "تعكس شعوراً بالقلق في أعماقها".
من جانبه التزم نيكولا ساركوزي مرشح حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الصمت فيما عدا بعض التفاصيل مثل "شغفه الزائد بتناول الشيكولاته" وممارسة رياضة الركض.
ورأى هؤلاء المحللون أن شخصية ساركوزي الذي يعرف عنه معاناته من مرض الصداع النصفي، مرشحة أكثر من غيرها للاضطراب.
وتشير التقارير إلى أن ستة فقط من المرشحين الاثنى عشر قبلوا إعطاء بعض المعلومات عن حالتهم الصحية.
ولم يستنكف رئيس حزب الجبهة الوطنية جان ماري لوبن أن يكشف عن جراحة تقويمية أجراها له الأطباء في عجزه (وركه)، فضلا عن تلقيه علاجاً إشعاعياً لمواجهة سرطان البروستات الذي يعاني منه.
والمعروف أن الرجل الذي ينازعه مرشح حزب الأغلبية نيكولا ساركوزي أصوات أقصى اليمين، فقد إحدى عينيه في حادث قديم أثير حوله الكثير من الجدل.
بعض الملاحظات
وأعطى المرشحان فيليب دوفيلييه (حزب التجمع من أجل فرنسا) وجيرار شيفاردي (مرشح عمد المدن والقرى) بيانين منفصلين يشيران فيهما إلى أن حالتهما الصحية على ما يرام.
وقال مرشح جماعات الصيد والطبيعة فريدريك نيهوس إنه في حال فوزه بالمنصب الرئاسي -وهو الأمر المستبعد استناداً لاستطلاعات الرأي- سيصدر تقريراً شهرياً عن حالته الصحية. وعلل ذلك بقوله إن "جعل هذا الأمر محظوراً على الشعب سيجعله مادة للشائعات والتخيلات".
وباستعراض الحالة الصحية لبقية المرشحين تتوافر بعض الملاحظات، أما الدلالات فمتروكة لفطنة الناخبين.
من هؤلاء دومينيك فوانيه مرشحة الخضر "التي تفرط في شرب القهوة". وعلى العكس منها يبدو مرشح الوسط فرانسوا بايرو المعروف بالتوازن في أطروحاته، أكثر حرصاً على صحته فهو يتناول الفاكهة بكثرة.
أما مرشحو اليسار جوزى بوفيه المعارض لليبرالية وماري جورج بيفيه (الحزب الشيوعي) وآرليت لاغييه (النضال العمالي) وأوليفييه بيزانسينو (حزب العصبة الثورية)، فقد رأوا أن صحة الرئيس القادم "أمر شخصي جداً".