الفلسطينيون يشيعون شهداءهم ويتوعدون إسرائيل بالانتقام
أثار التصعيد الإسرائيلي العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة في الأيام الماضية غضب الجانب الفلسطيني على مستوى الرئاسة والحكومة وفصائل المقاومة، وتراوحت ردة الفعل الفلسطينية بين مطالبة المجتمع الدولي بوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية والتهديد برد عسكري انتقاما لضحايا هذا التصعيد.
إذ دعت كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي إلى الرد على "المجازر الإسرائيلية" التي أزهقت أرواح تسعة فلسطينيين في غضون يومين.
ودعا الناطق باسم حماس فوزي برهوم فصائل المقاومة إلى التوحد والتخندق في خندق المقاومة، واستخدام كافة أساليب المقاومة والرد على مجازر الاحتلال بالطريقة "التي تشفي صدور قوم مؤمنين".
وطالب برهوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف كافة الاتصالات مع "العدو الصهيوني"، كما دعا الشعب الفلسطيني لمواجهة "الهجمة الصهيونية، والاستعداد لجولة جديدة من المواجهة القادمة مع الاحتلال الغاشم".
من جانبها دعت الجهاد الإسلامي إلى تصعيد المقاومة وعدم الالتفات إلى دعوات التهدئة التي تصدر "من هنا وهناك".
وقالت الحركة في بيان إن "كل الخيارات ساقطة سوى خيار المقاومة والجهاد"، وجددت رفضها اللقاءات مع الإسرائيليين، مؤكدة أن هذه اللقاءات "تشكل غطاء للعدوان الصهيوني".
بدورها أكدت الحكومة الفلسطينية على لسان وزير الإعلام مصطفى البرغوثي أنها لن تسكت على التصعيد الإسرائيلي الخطير، مشيرة إلى أنها تدرس كيفية الرد.
وقال البرغوثي في مؤتمر صحفي برام الله إن الحكومة بدأت حملة دولية لفضح الممارسات الإسرائيلية، مؤكدا أن التصعيد الإسرائيلي بدأ لدى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يوم 18 مارس/آذار الماضي، معتبرا إياها ردا إسرائيليا على مبادرات السلام العربية والفلسطينية.
ونوه البرغوثي إلى أنه خلال شهر لم يقتل أي إسرائيلي بالمقابل قتلت إسرائيل 22 فلسطينيا ونفذت 126 اجتياحا في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بالوقف الفوري "لمسلسل جرائم الاغتيالات الأخيرة".
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن اعتماد سياسية الاغتيالات والقتل تتنافى مع الدعوات التي تملأ فضاء المنطقة وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية، داعيا المجتمع الدولي للتدخل فورا.
وكانت كل من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الفلسطيني (فتح) وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي أعلنتا اليوم أنهما قصفتا بالصواريخ بلدتي سديروت وعسقلان داخل الخط الأخضر، ردا على التصعيد الإسرائيلي، متعهدتين بمواصلة قصف المستوطنات.
وقالت الجهاد الإسلامي إن صواريخها تسببت بإصابة ستة جنود إسرائيليين، ولم يصدر تعليق من جيش الاحتلال حول هذه المعلومات.
تشييع الشهداء
وفي مدينة جنين بالضفة الغربية خيمت أجواء من الحزن والأسى لدى تشييع المواطنين أربعة من الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة أمس السبت.
ومن بين الشهداء فتاة في السابعة عشر من عمرها استشهدت بعد أن اقتحم جنود الاحتلال منزل أسرتها بحثا عن شقيقها، وعندما لم يجدوه أطلقوا الرصاص داخل المنزل فأردوها قتيلة.
وإضافة إلى الشهداء الخمسة الذين سقطوا أمس، قتلت قوات الاحتلال اليوم ناشطين من كتائب الأقصى في نابلس، كما قتلت فتى في السابعة عشرة من عمره في توغل لها في قرية دير أبو مشعل غرب رام الله في الضفة الغربية.