إسرائيل تهدد باجتياح القطاع وتوعّد فلسطيني بالرد
هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية توغل واسعة النطاق في شمال قطاع غزة، إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ على مناطق الخط الأخضر في غضون 48 ساعة، وهو ما يشكل إذا تم تنفيذه انهيارا للتهدئة المعمول بها منذ خمسة شهور.
وقال شهود عيان إن مروحيات إسرائيلية ألقت منشورات بالعربية تتضمن تحذيرا بهذا الصدد، دون أن يصدر أي تعليق من قبل جيش الاحتلال.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن ثلاثة صواريخ أطلقت السبت من قطاع غزة على مناطق داخل الخط الأخضر، وسقط أحدها على منزل مما أدى إلى إصابة إسرائيليين اثنين بجروح طفيفة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس قد أصدر أوامره لجيش الاحتلال بـ"التحرك بحزم" ضد المجموعات المسلحة التي قال إنها أطلقت أكثر من مائة صاروخ داخل مناطق الخط الأخضر، رغم التهدئة السارية المفعول المعمول بها منذ 26 نوفمبر/تشرين الثاني.
وفي سياق التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ عدة أسابيع بالضفة الغربية وقطاع غزة، شنت قوات الاحتلال مطلع اليوم حملة اعتقالات طالت خمسة من نشطاء حركة فتح في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
توعد فلسطيني
على الجانب الفلسطيني بدأت فصائل المقاومة تنفيذ تهديداتها بالرد عمليا على التصعيد الإسرائيلي الذي تسبب في استشهاد تسعة فلسطينيين في غضون يومين.
فقد جرح جندي إسرائيلي قرب حاجز "حزما" العسكري شمال القدس في هجوم تبنته كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الفلسطيني (فتح). وذكرت مصادر إسرائيلية أن الجندي أصيب برصاصة في الكتف، عندما تعرض لإطلاق نار على بعد 200 متر تقريبا من الحاجز.
وشرعت قوات كبيرة من الجيش تساندها طائرة مروحية في البحث عن مطلقي النار في المنطقة، وتم إيقاف عدد من مواطني بلدة بيت حنينا المجاورة على ذمة التحقيق.
من جانبها قالت كتائب الأقصى في بيان صحفي "إن هذه العملية تأتي في إطار الرد الطبيعي على المساس بالمسجد الأقصى المبارك وردا على الاغتيالات الإسرائيلية".
وكانت كتائب الأقصى وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي قد أعلنتا أمس أنهما قصفتا بالصواريخ بلدتي سيدروت وعسقلان داخل الخط الأخضر إضافة إلى قصف موقع ناحال عوز العسكري الإسرائيلي شرق مدينة غزة، ردا على التصعيد الإسرائيلي، متعهدتين بمواصلة قصف المستوطنات.
وبدورها دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس جميع فصائل المقاومة إلى التوحد للرد بقوة على التصعيد الإسرائيلي، ودعت العالمين العربي والإسلامي إلى مقاطعة إسرائيل.
تصعيد مدروس
وأكدت الحكومة الفلسطينية على لسان وزير الإعلام مصطفى البرغوثي أنها لن تسكت على التصعيد الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها تدرس كيفية الرد.
وقال البرغوثي في مؤتمر صحفي برام الله إن الحكومة بدأت حملة دولية لفضح الممارسات الإسرائيلية، مؤكدا أن هذا التصعيد بدأ لدى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يوم 18 مارس/آذار الماضي معتبرا إياه ردا إسرائيليا على مبادرات السلام العربية والفلسطينية.
وأشار البرغوثي إلى أنه خلال شهر لم يقتل أي إسرائيلي وبالمقابل قتلت تل أبيب 22 فلسطينيا ونفذت 126 اجتياحا بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية بالوقف الفوري "لمسلسل جرائم الاغتيالات الأخيرة".
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن اعتماد سياسة الاغتيالات والقتل يتنافى مع الدعوات التي تملأ فضاء المنطقة وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل فورا.