آراء ساركوزي ورويال حول محاور انتخابية مهمة
رغم الاختلاف الواضح بين برنامجي نيكولا ساركوزي, مرشح يمين الوسط, وسيغولين رويال, مرشحة الحزب الاشتراكي بشأن القضايا الداخلية كالهجرة والبطالة والضرائب, فإنهما متفقان إلى حد كبير حول قضايا السياسية الخارجية خاصة الشرق الأوسط وإيران ودارفور.
ساركوزي مرشح تجمع الحركة الشعبية (UMP) يروج لما يسميه "الهجرة المنتقاة" التي أقرت بقانون تمت المصادقة عليه يوم 24 يوليو/تموز 2006.
وتقضي إستراتيجيته بتشديد إجراءات استقدام عائلات المهاجرين إلى فرنسا, بإلزامهم الحصول على بيت ووظيفة وباشتراط تعلم القادم الجديد اللغة الفرنسية.
أما سيغولين رويال, مرشحة الحزب الاشتراكي, فإنها تنوي مراجعة ترتيبات قانون 24 يوليو/تموز, عن طريق إعادة العمل بتصحيح أوضاع من أقاموا في فرنسا لمدة عشر سنوات, ممن تنطبق عليهم معايير معينة.
وتدعو رويال إلى تكثيف جهود المساعدات الموجهة للمساهمة في تنمية الدول الأفريقية وتطبيق سياسة شراكة خاصة مع دول البحر الأبيض المتوسط.
البطالة
تقول مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال إنها ستجعل من توفير الوظائف للعاطلين وخاصة الشباب منهم أولوية أولوياتها, وتقترح لذلك توفير 500 ألف وظيفة إضافية ومنح قرض بعشرة آلاف يورو دون فوائد, للمساعدة في تأسيس مشاريع تجارية صغيرة.
كما تنوي تطبيق "عقد الوظيفة الأولى" لاستيعاب 190 ألف شاب يخرجون من النظام التعليمي دون الحصول على شهادات.
وتقترح في هذا الصدد على كل المؤسسات التي يقل عدد موظفيها عن عشرة توظيف شخص واحد, على أن تتولى الدولة تكاليف ذلك الموظف لمدة سنة بعدها يمكن للمؤسسة توظيفه.
أما نيكولا ساركوزي فإنه يدعو إلى تحفيز الموظفين على "العمل أكثر لكسب أكثر".
ويقلل ساركوزي من أهمية سياسة العقود الوظيفية المدعومة من الدولة, معتبرا أن النشاط الاقتصادي هو الذي يخلق النمو الذي يولد الوظائف.
المديونية والضرائب
ينوي ساركوزي خفض المديونية العامة إلى أقل من 60% من الناتج العام الخام من الآن وحتى عام 2012, وتقليص النفقات العامة بنسبة 1,8%, كما يقول إنه سيمحو الضرائب المفروضة على الساعات الإضافية, ويقلص الضرائب متى كان ذلك ممكنا إلى 50%.
أما رويال فإنها تعارض خفض الضرائب لأن ذلك –حسب رأيها- يتعارض مع محاولة خفض الديون العامة, وتعتقد مرشحة الحزب الاشتراكي أن قانون الجدولة الجديدة لضريبة الدخل قد أدى إلى تعميق التباين بين فئات المجتمع بشكل فاضح, مما يستدعي إعادة نقاش ذلك القانون في إطار ميزانية 2008.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
نيكولا ساركوزي وسيغولين رويال زارا إسرائيل خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ولا يعرف عن أي منهما عداء للسامية ولا تعاطف خاص مع العرب, بل إن ساركوزي معروف بموالاته لواشنطن وتفاهمه الكبير مع بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود الإسرائيلي, ورويال حظيت باستقبال حار عند زيارتها للقدس شتاء العام الماضي, كما أن الحزب الاشتراكي الذي رشحها معروف بتأييده التقليدي لإسرائيل.
النووي الإيراني
موقف رويال من النووي الإيراني يتلخص في معارضتها الشديدة ورفضها القاطع لحصول طهران على التقنية النووية سواء للأغراض السلمية أو العسكرية, وهو ما يتطابق بشكل كبير مع الموقف الإسرائيلي من هذه المسألة.
إلا أنها ترفض فكرة "تحالف الراغبين" التي استخدمتها واشنطن عند غزوها للعراق, بل تدعو إلى التشدد التدريجي في تطبيق مزيد من العقوبات على طهران لحملها على الانصياع لمطالب المجتمع الدولي.
ويؤكد ساركوزي اقتناعه بأن الحل الدبلوماسي لهذه المشكلة ممكن إذا ظل المجتمع الدولي حازما في مبادئه وطلباته حيال طهران, محذرا من أن أي صراع جديد في المنطقة ستكون له عواقب وخيمة.
أزمة دارفور
يبدي المرشحان مواقف جد متشددة من أزمة دارفور, فرويال تعتبر أن ما يجري في دارفور كارثة إنسانية لا يمكن لأي كان أن يتجاهلها, منتقدة ما تقول إنه شكل من الرخاوة الدبلوماسية في مواجهة هذه القضية, وتقترح تشديد العقوبات على السودان بما قد يشمل تجميد الأرصدة وتطبيق حصار على النفط السوداني.
أما ساركوزي فيقول إنه يرفض أن يحول النظام السوداني المجتمع الدولي إلى شاهد عاجز على الفظائع التي ترتكب في دارفور, ويتعهد في حالة فوزه بالعمل على تشديد العقوبات ضد كل المسؤولين عن استمرار هذا الصراع, واتخاذ إجراءات فورية ضد كل المتورطين في المذابح التي وقعت في هذا الإقليم, ويؤكد أنه في حالة فوزه سيجعل فرنسا تطبق هذه الإجراءات بالتعاون مع شركائها الأوروبيين إن أمكن ذلك وإلا فستنفرد بتطبيقها.