عشرات القتلى بمقديشو والحكومة الانتقالية تتوعد المسلحين
قال رئيس الحكومة الانتقالية الصومالية علي محمد غيدي إن القصف والمعارك بالعاصمة مقديشو ستستمر حتى استئصال شأفة من أسماهم العناصر الإرهابية. ودعا في تصريحات لشبكة صومالية محلية المواطنين إلى إخلاء المناطق التي تدور فيها الاشتباكات.
جاءت التحذيرات فيما لقي أمس فقط 73 على الأقل مصارعهم وجرح نحو مائتين في القتال العنيف بين الجيش الإثيوبي والمسلحين بمقديشو، وبذلك يصل عدد القتلى منذ الأربعاء الماضي إلى مائتين على الأقل إضافة لمئات الجرحى.
وتوقعت مصادر طبية ارتفاع عد الضحايا حيث تناثرت جثث القتلى بعضها ممزقة الأوصال في مناطق المعارك التي عزلت بعضها عن بقية أنحاء العاصمة.
مدفعية ثقيلة
وتشير الأنباء إلى أن الجيش الإثيوبي يستخدم مدفعية الدبابات والقذائف الصاروخية والهاون في قصف ما يعتقد أنها مواقع المسلحين, واتخذ الجنود الإثيوبيون مواقعهم بالقصر الرئاسي جنوب العاصمة وفي تقاطعات الطرق الرئيسية ومبان حكومية أخرى، وتبادلوا إطلاق نيران الرشاشات مع المسلحين.
وتدور أعنف المعارك في منطقة كونغال شمالي مقديشو التي يعتقد أنها المعقل الرئيسي للمسلحين الذين ينتمي معظمهم لاتحاد المحاكم الإسلامية والقبائل الصومالية الرافضة للوجود الإثيوبي، وفي مقدمتها قبيلة الهوية.
ومنع القتال وصول بعض الجرحى لمستشفى المدينة الرئيسي الذي يواجه صعوبة في التعامل مع العدد الكبير من الجرحى الذين يترك بعضهم في الممرات، وأقام الأطباء خياما مؤقتة في حديقة المستشفى لعلاج الجرحى.
وقال عدد من السكان لوكالات الأنباء إن القصف يصيب مناطق سكنية مما يؤدي لارتفاع عدد الضحايا المدنيين، وأفادت الأنباء أيضا بأن سكان العاصمة اضطروا لدفن قتلاهم في مقابر مؤقتة حيث لم تسلم المقبرة الرئيسية من القصف أيضا.
فرار جماعي
استمرت أيضا عمليات الفرار الجماعي من مقديشو وهي أكبر عملية نزوح منذ تفجر الأزمة الصومالية عام 1991، وبحسب آخر تقديرات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فر نحو 321 ألفا من العاصمة منذ فبراير/شباط الماضي.
واضطر معظم هولاء للإقامة في خيام وأكواخ مؤقتة بضواحي مقديشو، ويعانون من نقص شديد في الغذاء والمياه النقية والدواء مما يهدد بتفشي الأوبئة بينهم. كما اشتكت منظمات إنسانية مؤخرا من عدم قدرتها على الوصول لهؤلاء بسبب القتال أو إجراءات الحكومة الانتقالية.
من جهتها دعت منظمة أوكسفام البريطانية للإغاثة كينيا إلى إعادة فتح حدودها للسماح بعبور المساعدات وطالبي اللجوء الإنساني من الصوماليين.