تسعة شهداء وحماس تدعو المقاومة للرد
استشهد فتى فلسطيني في السابعة عشرة من عمره ظهر اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة الغربية.
وقالت مصادر طبية وأمنية فلسطينية إن مجموعة من الفتية الفلسطينيين قاموا برشق الحجارة والزجاجات الفارغة باتجاه قوة عسكرية إسرائيلية، فردت الأخيرة بإطلاق الرصاص الحي باتجاههم ما أدى إلى مقتل الفتى كريم زهران.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال احتجزت جثمان الشهيد ثم نقلته إلى مستعمرة حلميش قرب القرية قبل تسليمه للإسعاف الفلسطيني.
وبمصرع هذا الفتى يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تسعة، حيث اغتال الاحتلال فجر اليوم قياديين اثنين من قادة كتائب شهداء الأقصى في مدينة نابلس بعد أن قصف منزلا كانا بداخله.
وكانت قوات الاحتلال قد قتلت أمس خمسة فلسطينيين في مدينة جنين بالضفة الغربية وفي مخيمها معظمهم من كتائب شهداء الأقصى، وواحدا من سرايا القدس، ومن ضمن شهداء أمس أيضا فتاة عمرها 17 عاما، استشهدت عندما اقتحم جنود الاحتلال منزل أسرتها بحثا عن شقيقها وعندما لم يجدوه قاموا بإطلاق الرصاص داخل المنزل فأردوها قتيلة.
وفي سياق التصعيد الإسرائيلي الأخير تجددت الاشتباكات في محيط مخيم جنين بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اجتاحت المخيم.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال تدفع بمزيد من التعزيزات نحو المخيم الذي فرضت عليه حصارها واحتلت أبنية رئيسية تطل عليه، كما اقتحمته عشرات الآليات.
وشن جنود الاحتلال حملة مداهمات تستهدف ناشطي سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الفلسطيني (فتح).
المقاومة ترد
من جانبها دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فصائل المقاومة إلى الرد على "المجازر الإسرائيلية"، وطالبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف اللقاءات مع الإسرائيليين.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إننا ندعو "كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية إلى التوحد والتخندق في خندق المقاومة، واستخدام كافة أساليب المقاومة والرد على مجازر الاحتلال بالطريقة التي تشفي صدور قوم مؤمنين".
وناشد برهوم العالم العربي مقاطعة "العدو الصهيوني" وعزله وعدم الانخداع والانجرار "خلف مؤامرات التطبيع والتسوية مع الاحتلال الصهيوني الذي لا يعرف إلا لغة القوة والمقاومة".
من جانبها اتهمت حركة فتح على لسان المتحدث باسمها جمال نزال إسرائيل بالعمل على إفشال الجولة الأوروبية الحالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس وتقويض اتفاق مكة.
لكن نزال دعا كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لفتح إلى ضبط النفس، مؤكدا أن إسرائيل تسعى لاستدراج حركتي فتح والجهاد الإسلامي للرد على "جرائم الاغتيال الإسرائيلية".
وحذر من المخطط الإسرائيلي الهادف لتدمير لبنة الخطاب الإعلامي الفلسطيني الجديد الذي بات يلاقي تفهما كبيرا في أوروبا منذ اتفاق مكة على حد قوله. وأضاف أن "الاتفاق وضع الكرة في الملعب الإسرائيلي".
وكانت كل من كتائب الأقصى وسرايا القدس قد أعلنتا في وقت سابق وفي بيانات منفصلة قصفهما بلدتي سديروت وعسقلان داخل مناطق الخط الأخضر، وتعهدتا بمواصلة المقاومة وقصف المستوطنات الإسرائيلية انتقاما للشهداء الفلسطينيين.
وقالت سرايا القدس إن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعترف بإصابة ستة من جنوده في قصفها الصاروخي، لكن لم يصدر أي تأكيد أو نفي من الجانب الإسرائيلي حول هذه المعلومة.