توقعات بزيادة التوتر بين الخرطوم ونجامينا
12/4/2007
عماد عبد الهادي-الخرطوم
تعهدت الخرطوم بالرد الحاسم على حكومة الرئيس التشادي إدريس ديبي معلنة احتفاظها بعدم الكشف عن كيفية ذلك الرد وموعده.
وطلبت بهذا الخصوص من حكومة نجامينا تفسيرا فوريا وعاجلا لما اعتبرته خرقا للمواثيق والاتفاقيات الموقعة بين الدولتين من قبل.
يأتي ذلك على خلفية هجوم شنته قوات تشادية في السابع من أبريل/ نيسان الجاري على مدينة فوربرنقة السودانية الحدودية أدى إلى مقتل 17 من الجنود السودانيين وإصابة 40 آخرين من القوات السودانية بالمنطقة.
وتشير هذه المعطيات الجديدة إلى أن تطورا جديدا ونوعيا سيطرأ على الأزمة القائمة بين الرئيسين البشير وديبي التي فشلت جميع الوساطات التي قادتها الحكومتان الليبية والإريترية لتقريب شقة الخلاف بينهما رغم نجاحها في تهدئة الأمور لحين من الوقت.
أزمة مستعصية
ففي حين قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير علي صادق إن حكومته أبلغت الحكومتين الليبية والإريترية لدورهما السابق في المحاولة لإيجاد مخرج للأزمة، توقع محللون ومراقبون سياسيون تواصل الأزمة بين الدولتين، ولم يستبعدوا أن تسعى الخرطوم لفرض هيبتها وإعادة سيطرتها على المنطقة الحدودية.
ففي حين قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير علي صادق إن حكومته أبلغت الحكومتين الليبية والإريترية لدورهما السابق في المحاولة لإيجاد مخرج للأزمة، توقع محللون ومراقبون سياسيون تواصل الأزمة بين الدولتين، ولم يستبعدوا أن تسعى الخرطوم لفرض هيبتها وإعادة سيطرتها على المنطقة الحدودية.
ولاحظوا أن حل الأزمة القائمة يظل صعبا قبل معالجة الأوضاع في دارفور وشرق تشاد، مشيرين إلى وجود أطراف خارجية تعمل على تأجيج الصراع بين السودان وتشاد وجميع دول المنطقة.
وفي هذا الإطار اعتبر الخبير السياسي الدكتور الطيب زين العابدين أن ما قامت به القوات التشادية "يعتبر خطوة متقدمة لكنها متوقعة لأنها وجدت الحكومة السودانية محاصرة بعدد من المشكلات الخارجية الكبرى فتجرأت بالتطاول على قواتها في دارفور".
وقال في حديث للجزيرة نت إن ما حدث يعني عدم التزام الجانبين بأي اتفاق موقع بينهما معتبرا أن تعطل نزع سلاح الجنجويد هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت القوات التشادية لملاحقة تلك المليشيات وبالتالي الاصطدام بالقوات السودانية. وأضاف أن وجود قوات أممية في دارفور هو المانع الحقيقي لصدامات الدولتين.
أمر متوقع
أما المحلل السياسي الدكتور مختار الأصم فقد ذكر أن ما قامت به القوات التشادية أمر متوقع منذ بدأت أزمة دارفور تتجاوز الحدود السودانية، مشيرا إلى وجود عوامل وروابط مشتركة بين الحكومة التشادية وبعض القبائل التي تحمل السلاح في دارفور.
أما المحلل السياسي الدكتور مختار الأصم فقد ذكر أن ما قامت به القوات التشادية أمر متوقع منذ بدأت أزمة دارفور تتجاوز الحدود السودانية، مشيرا إلى وجود عوامل وروابط مشتركة بين الحكومة التشادية وبعض القبائل التي تحمل السلاح في دارفور.
وأكد في حديث للجزيرة نت أن اهتمام السودان بالتدخل الأممي فتح الباب للحكومة التشادية للقضاء على المعارضة التشادية داخل الأراضي السودانية.
وقال إن الأوضاع في المنطقة الحدودية توجد في حالة غليان حقيقية وستكون إما مهددة بانفجار كامل أو هدوء يفرضه وصول قوات دولية، مستبعدا في الوقت نفسه أن تقود أي من الدولتين حربا منظمة ضد الأخرى على الأقل في الوقت الحالي.
من جهته استبعد الخبير الإستراتيجي السفير الأمين عبد اللطيف حل الأزمة قبل معالجة أزمة دارفور ومسألة المعارضة التشادية.
وقال للجزيرة نت إن مأساة السودان أنه محاط بدول تفتقد للاستقرار السياسي وأن الجميع "يسعى لزعزعة الاستقرار في الدولة المجاورة لدولته".
وأكد أن الجهود الليبية والقطرية والإريترية لن تتمكن من معالجة الأزمة طالما ظلت قضية دارفور خارج إطار الحل، معتبرا أن الدولتين لا تملكان الإرادة السياسية لاحتواء المشكلة.
المصدر : الجزيرة