بوش يبحث عن "قيصر" لإدارة حرب العراق وأفغانستان
كشفت صحيفة واشنطن بوست النقاب عن تحركات يقوم بها الرئيس الأميركي جورج بوش لاستحداث منصب "قيصر حرب" تتولاه شخصية عسكرية تكون مهمتها إدارة الحرب في العراق وأفغانستان.
وقالت الصحيفة إن ما لا يقل عن ثلاثة جنرالات متقاعدين أعلنوا خلال الأسابيع القليلة الماضية رفضهم المنصب الذي يفترض أن يكون في إطار عمل مجلس الأمن القومي.
وذكرت الصحيفة أن جنرال مشاة البحرية المتقاعد جون جاك شيهان الذي كان قائدا كبيرا في حلف شمال الأطلسي، من بين الذين رفضوا تولي هذا المنصب.
ونقلت واشنطن بوست عن شيهان أن "المشكلة الرئيسية هي أنهم لا يعرفون الجحيم المتجهين إليه". كما نقلت الصحيفة عنه قوله إنه يعتقد أن أفكار ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي المتشددة بخصوص الحرب ما زالت تهيمن على سياسة الإدارة.
ووفقا لمصادر البيت الأبيض فقد عرض بوش المنصب أيضا على جنرال الجيش المتقاعد جاك كين والجنرال بالقوات الجوية المتقاعد جوزيف رالستون لكن الاثنين رفضاه.
في المقابل قالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن البحث جار لتعيين شخصية "من الوزن الكبير". وأشارت إلى أن مهمة هذه الشخصية ستكون "المساعدة على التغلب على البيروقراطية والعمل بشكل ما لتطبيق هذه السياسات على أفضل ما يكون".
كما قالت إن أي قرار لم يتخذ بعد, ونفت عرض المنصب على أي شخص, ووصفت التحرك على هذا الصعيد بأنه ما زال في بدايته.
يشار في هذا الصدد إلى أنه بعد تعرض وكالات المخابرات الأميركية لانتقادات بسبب الفشل المرتبط بهجمات 11 سبتمبر/أيلول والعراق تم استحداث وظيفة "قيصر مخابرات". ولدى الحكومة الأميركية أيضا "قيصر المخدرات" للإشراف على جهود مكافحة المخدرات.
ويشير استطلاع للرأي نشرته مجلة نيوزويك مؤخرا أن غالبية الأميركيين يؤيدون خطة للديمقراطيين تقضي بالبدء في سحب القوات من العراق. ويرفض بوش الذي يصر على أنه "المقرر" بشأن أمور الحرب تحديد جدول زمني لسحب تلك القوات ويرسل المزيد من الجنود لمحاولة تأمين العاصمة العراقية بغداد.
من جهة ثانية وصف الخصوم الديمقراطيون لإدارة بوش الإعلان عن تمديد فترة انتشار العسكريين الأميركيين في العراق بأنه نتيجة متوقعة "لإستراتيجية" فاشلة" ينوون التصدي لها.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن "تمديد فترة انتشار جميع العسكريين المقاتلين في سلاح البر هو ثمن غير مقبول يطلب من قواتنا وذويهم دفعه".
كما وصف رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ كارل ليفن القرار بأنه "نتجية متوقعة لثلاثة أعوام من إستراتيجية فاشلة".
وندد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جوزف بيدن كذلك بالقرار واعتبره "إنذارا يدل على عدم القدرة على تطبيق سياسة بوش في العراق بدون التأثير سلبا وبشكل خطير على المدى الطويل على جشينا".
ومن ناحيته اعتبر زعيم الأغلبية في مجلس النواب ستايني هوير أن إعلان البنتاغون "يتعارض مع تأكيدات الرئيس بأن الكونغرس هو الذي يضع العسكريين في خطر".