السنيورة يطالب الأمم المتحدة بتشكيل محكمة الحريري

AFP/Lebanese Prime Minister Fuad Siniora (R) gestures during a joint press conference with UN Secretary General Ban Ki-moon in Beirut, 30 March 2007. Ban called for leaders on both sides of Lebanon's
 
طلب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة -في رسالة خطية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون- من مجلس الأمن الدولي التحرك لتشكيل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
 
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين لبنانيين -لم تذكر أسماءهم- أن السنيورة بعث بالرسالة أمس بعد فشل الجهود بعقد جلسة برلمانية لإقرار المحكمة.
 
وعلى خلفية إقرار محكمة الحريري يشهد لبنان أسوأ أزمة سياسية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990. 
 
وتطالب الأكثرية النيابية بعقد جلسة للتصويت على مشروع المحكمة الدولية، وفي هذا السياق قام النواب عدة مرات بالاعتصام داخل مبنى البرلمان، لكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري يرفض ذلك إلى حين تشكيل حكومة جديدة ويعتبر الحكومة الحالية غير شرعية عقب استقالة الوزراء الشيعة منها.
 
ويتهم قادة الأغلبية المعارضة وعلى رأسهم حزب الله بمحاولة تعطيل تشكيل المحكمة، لكن المعارضة أكدت مرارا موافقتها على فكرة المحكمة إلا أنها تريد مناقشة الأمور المتعلقة بالتفويض الممنوح لها "كي لا تستخدم لأغراض سياسية".
 
وكان الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته إلى بيروت أواخر الشهر الماضي أعرب عن رغبته بتحرك موضوع المحكمة، لكنه اعتبر من السابق لأوانه تشكيلها بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجعل قرارات مجلس الأمن إلزامية في ظل عدم بدء سير الإجراءات الدستورية لإقرار المحكمة.

تبادل اتهامات

undefinedويأتي هذا التطور وسط استمرار التوتر السياسي وتبادل الاتهامات، فقد اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع أن حزب الله بات عبئا كبيرا على لبنان، مشيرا إلى أن الحزب أخذ لبنان واللبنانيين كرهينة لما اعتبره مشروعا إسلاميا إقليما ودوليا غير معلن.

 
وقال جعجع في مؤتمر صحفي خصصه للرد على خطاب ألقاه الأحد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن الحزب يريد تحرير فلسطين ورمي الإسرائيليين في البحر وإخراج الأميركيين من المنطقة سياسياً واقتصادياً وثقافياً "وهذا مشروع لا علاقة له باللبنانيين ولا يجوز أخذ الشعب اللبناني رهينة لمشروع لا يريده".
 
ووجه رئيس حزب القوات اللبنانية كلامه إلى نصر الله قائلا "نعلم أن سبب وجودك هو إلقاء اليهود في البحر وتحرير كامل فلسطين والشيشان وإعادة الأندلس وفق ما يتمناه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد".
 
وأردف جعجع وهو من قادة الأكثرية في لبنان "لا نقبل أن يظل حزب الله يتحكم بمصيرنا وبمصير أولادنا". كما اتهمه بعدم السماح بقيام دولة قائلا "لا نريد أن نخوض حروبا".
 
وانتقد زعيم القوات اللبنانية كذلك وجود مجموعات مسلحة على جوانب الدولة، في إشارة إلى حزب الله. واعتبر أن هذا الحزب يسير "عكس التاريخ ولا يستطيع الاستمرار بذلك. إستراتيجية حزب الله لن يُكتب لها النجاح".

دفاع عن الحكومة

undefined
ودافع زعيم حزب القوات اللبنانية في مؤتمره الصحفي من مقره بقرية بزمار الجبلية عن قوى 14 آذار والحكومة، متهما نصر الله "بالغش على المستوى العام" جراء اتهامه للدولة بالتواطؤ ضد مواطنيها وتسهيل الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982.
 
كما كرر هجومه على الرئيس إميل لحود، واتهمه بتعطيل مؤسسة الرئاسة ورفض التوقيع على قانون ينص على الدعوة لانتخابات فرعية لاختيار بديل للنائب بيار الجميل الذي قضى اغتيالا في سبتمبر/أيلول الماضي.
 
واعتبر جعجع أن وصف نصر الله ضباط الأمن الموقوفين للاشتباه بدورهم في قضية اغتيال الحريري "كمعتقلين سياسيين" بأنه "تدخل سافر في عمل القضاء".
 
وذكر أيضا أن أمل وحزب الله زوروا الحقائق عندما قالوا إنهم استجابوا لإصرار الغالبية النيابية الحالية بخوض الانتخابات البرلمانية عام 2005 على أساس قانون عام 2000.
 
وفنّد جعجع في مؤتمره الصحفي ما سماه مغالطات وردت في كلمة الأمين العام لحزب الله.
 
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية وفريق الرابع عشر من آذار تأكدوا من أن حزب الله لا يريد المحكمة الدولية لقتلة رفيق الحريري نتيجة ما سماه التسويف الذي مارسه الحزب.
 
وفي أول رد فعل على تصريحات جعجع، قال رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ للجزيرة إنه لا يوافق جعجع على ما قاله موضحا أن "الموضوع هو في غياب الحل السياسي وليس في أن حزب الله يضع عراقيل أمام الحل".
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان