الأمم المتحدة تدرس طلب السنيورة تدويل محكمة الحريري
أعلنت الأمم المتحدة أنها تدرس طلب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة تحرك مجلس الأمن الدولي في أسرع وقت لإنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة الضالعين في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وقالت ماري أوكابي مساعدة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "تلقينا رسالة من السنيورة ونحن ندرسها".
وقد اعتبر السنيورة في رسالته أن إنشاء هذه المحكمة تنفيذا للقرار الدولي 1595، من شأنه "صون الحريات والحيلولة دون استمرار مسلسل الاغتيالات السياسية" التي سبقت وتلت اغتيال الحريري في فبراير/شباط عام 2005 ببيروت.
يشار في هذا الصدد إلى أن الأكثرية النيابية اللبنانية تطالب بعقد جلسة للتصويت على مشروع المحكمة الدولية، وفي هذا السياق قام النواب عدة مرات بالاعتصام داخل مبنى البرلمان، لكن رئيس المجلس نبيه بري يرفض ذلك إلى حين تشكيل حكومة جديدة ويعتبر الحكومة الحالية غير شرعية عقب استقالة الوزراء الشيعة منها.
ويتهم قادة الأغلبية المعارضة وعلى رأسها حزب الله بمحاولة تعطيل تشكيل المحكمة، لكن المعارضة أكدت مرارا موافقتها على فكرة المحكمة إلا أنها تريد مناقشة الأمور المتعلقة بالتفويض الممنوح لها "كي لا تستخدم لأغراض سياسية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته لبيروت أواخر الشهر الماضي قد أعرب عن رغبته في تحريك موضوع المحكمة، لكنه اعتبر أن من السابق لأوانه تشكيلها بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجعل قرارات مجلس الأمن إلزامية في ظل عدم بدء سير الإجراءات الدستورية لإقرار المحكمة.
ويأتي هذا التطور وسط استمرار التوتر السياسي وتبادل الاتهامات، فقد اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع أن حزب الله صار عبئا كبيرا على لبنان، مشيرا إلى أن الحزب جعل لبنان واللبنانيين رهينة لما اعتبره مشروعا إسلاميا إقليما ودوليا غير معلن.
وقال جعجع في مؤتمر صحفي خصصه للرد على خطاب ألقاه الأحد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن الحزب يريد تحرير فلسطين ورمي الإسرائيليين في البحر وإخراج الأميركيين من المنطقة سياسياً واقتصادياً وثقافياً "وهذا مشروع لا علاقة له باللبنانيين ولا يجوز أخذ الشعب اللبناني رهينة لمشروع لا يريده".
ووجه رئيس حزب القوات اللبنانية كلامه إلى نصر الله قائلا "نعلم أن سبب وجودك هو إلقاء اليهود في البحر وتحرير كامل فلسطين والشيشان وإعادة الأندلس وفق ما يتمناه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد".
وأردف جعجع وهو من قادة الأكثرية في لبنان "لا نقبل أن يظل حزب الله يتحكم بمصيرنا وبمصير أولادنا". كما اتهمه بعدم السماح بقيام دولة قائلا "لا نريد أن نخوض حروبا".
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية وفريق الرابع عشر من آذار تأكدوا من أن حزب الله لا يريد المحكمة الدولية لقتلة رفيق الحريري نتيجة ما سماه التسويف الذي مارسه الحزب.