أزمة الطاقة رأس كل أزمات بيونغ يانغ
12/4/2007
عزت شحرور-بيونغ يانغ
أزمات كثيرة تعاني منها كوريا الشمالية.. لكن أشدها وطأة على الإطلاق هي أزمة الطاقة التي تقف وراء كل الأزمات، الأزمة ازدادت وطأة بعد قرار مجلس الأمن الدولي 1718 الذي فرض عقوبات عليها في أعقاب نجاحها في إجراء تجربتها النووية الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في ظل شتاء قارس وشح في الوقود يصبح المشي هو الحل وتتوقف حركة المركبات وتختفي السيارات من شوارع العاصمة خاصة يومي السبت والأحد وأيام العطلات الرسمية.
مصادر بديلة
لم تفلح جميع المحاولات في البحث عن مصادر بديلة، وذلك لارتفاع تكاليفها في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من حصار اقتصادي ومالي مفروض عليها.
كما أن اعتمادها على مساعدات الجار الصيني والشقيق الجنوبي لم يحل المشكلة والاعتماد على معدات قديمة لم تف بالحاجات المتنامية للطاقة.
وبدوره لم يحل اللجوء إلى الماء مصدرا بديلا هذه المشكلة، ولم يحلها أيضا محاولة اعتماد مصادر أخرى من الطاقة المتجددة مثل الرياح، فاختارت كوريا الشمالية الحل النووي للخروج من أزماتها وكي تصبح أكثر قدرة على التفاوض.
وقد نجحت بالفعل في 13 فبراير/ شباط الماضي خلال المحادثات السداسية في بكين بالتوصل إلى صفقة تقضي بتعهد بيونغ يانغ بالتخلي عن برامجها النووية مقابل مليون طن من الوقود إضافة إلى مساعدات اقتصادية وأمنية ودبلوماسية.
ولم يخف مدير الإنتاج في وزارة الطاقة الكورية الشمالية يونغ غيون سو الأزمة وتداعياتها كعادة الكوريين الشماليين دائما قائلا للجزيرة نت "رغم وجود العديد من محطات توليد الطاقة في بلادنا فهي لا تفي بالاحتياجات المطلوبة، ولهذا فنحن نحاول البحث عن مصادر طاقة متعددة وترشيد استهلاك الطاقة في البلاد وتحسين السيطرة على القدرات الإنتاجية".
إهدار ووطنية
وفي ظل هذه الأزمة الخانقة والظلام الدامس الذي تعاني منه البلاد قد يستغرب المرء من كميات الكهرباء الكبيرة التي تهدرها كوريا الشمالية لإضاءة أكثر من 40 ألفا من الصروح والتماثيل الدعائية المنتشرة في أنحاء البلاد التي يرى فيها مراقبون تبديدا للطاقة.
المصدر : الجزيرة