فلسطينيو جوار المستوطنات ينتقدون التقصير الرسمي

فلسطينيون يمنعون من بناءا لبيوت ويعيشون في سقائف من الطين (الجزيرة نت)

فلسطينيون يمنعون من بناء البيوت ويعيشون في سقائف من الطين (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الضفة الغربية

يشكو الفلسطينيون من سكان المناطق المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية من القطيعة شبه التامة من الجهات الرسمية الفلسطينية، وكثير من المؤسسات الأهلية والإنسانية.

ومقابل هذا الغياب الفلسطيني فإن كثيرا من المتضامنين الأجانب الذين يترددون على تلك المناطق بغرض زيارة العائلات الفلسطينية والتضامن معها والعيش في ثوب المعاناة التي تعيشها جراء اعتداءات المستوطنين، ونقل صورة ما يجري إلى بلدانهم.


سكان المناطق المجاورة للمستوطنات ينتقدون تقصير الجهات الرسمية معهم (الجزيرة نت)
سكان المناطق المجاورة للمستوطنات ينتقدون تقصير الجهات الرسمية معهم (الجزيرة نت)

قطيعة متواصلة
وبخلاف روح التحدي والصمود التي يشعر بها المواطنون الفلسطينيون نتيجة اعتداءات المستوطنين عليهم، يشعر عدد منهم بالإحباط تجاه المؤسسات الرسمية والشعبية الفلسطينية التي لا توليهم أي اهتمام.

ويقول الحاج موسى النواجعة من بلدة يطا جنوب الخليل الذي يمتلك هو وعائلته أراضي قرب مستوطنة سوسيا، للجزيرة نت، إن الجهات الرسمية في السلطة لم تكلف نفسها عناء معايشة الواقع الذي يعيشه المواطنون، ولم تقدم لهم أية وسيلة لمساعدتهم على البقاء بخلاف موقف المنظمات الأجنبية والمتضامنين الأجانب.

ويضيف أن ما وصل من الجهات الرسمية للسكان الذين يعمل معظمهم في الرعي والزراعة لا يتجاوز بعض الأعلاف التي وزعت وفق المعارف والمحسوبيات "واستفاد منا أناس لم يشاكوا بشوكة، ولم يتعرضوا لأية مضايقات من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال".

ويؤكد النواجعة أن أهم ما يحتاجه السكان هو مساعدتهم على البقاء لحماية الأرض من المصادرة لصالح المستوطنات مثل مولدات الكهرباء وآبار المياه والعيادات الطبية وأعلاف للأغنام.


ترحيل قسري
من جهته يقول إبراهيم الهذالين، من سكان قرية أم الخير شرق الخليل، إن السكان البدو بالضفة يتعرضون باستمرار لعمليات تهجير قسرية من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، وفي كل مرة يتكبدون خسائر كبيرة دون أن يجدوا من يعوضهم من السلطة أو المؤسسات الأهلية.

وأضاف أن عددا من العائلات فقدت بيوتها المكونة من الصفيح ولم تجد من يساعدها على إعادة بنائها أو إيجاد مساكن بديلة لها، وفي المقابل فإن العديد من المتضامنين الأجانب يترددون على التجمعات البدوية ويبدون تضامنهم مع السكان.

بدوره يقول موسى أبو مارية -الذي يعمل منسقا لزيارات الوفود الأجنبية- إن العديد من الوفود تزور مناطق الاحتكاك بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، وتتعرض للاعتداء على أيدي المستوطنين. في حين لا يلاحظ أي وجود رسمي أو مؤسسات فلسطيني هناك.

ويضيف أن من أهم نتائج الوجود الأجنبي تقليل اعتداءات المستوطنين، كما يوعز الجيش لأفراده بأن يتعاملوا باحترام مع المواطنين الفلسطينيين على الأقل أثناء وجودهم بعكس طريقة التعامل في غياب هؤلاء المتضامنين.

وأوضح أبو مارية أن النشاط المؤسساتي يؤتي عادة نتائج طيبة ويخفض نسبة اعتداءات المستوطنين، مضيفا أن السكان يحتاجون إلى مواقف تضامنية إضافة للحاجيات المادية.


وجود المتضامنين الأجانب يقلل اعتداءات المستوطنين (الجزيرة نت)
وجود المتضامنين الأجانب يقلل اعتداءات المستوطنين (الجزيرة نت)

مناهضة الاستيطان
أما المتضامنون الأجانب أنفسهم فيفخرون بمعايشتهم لمعاناة الفلسطينيين، ويؤكدون في أحاديث للجزيرة نت قرب مستوطنة سوسيا، أنهم يأملون بنقل صورة حقيقية للواقع الصعب الذي تعيشه العائلات الفلسطينية على أيدي المستوطنين وفي ظل الاحتلال.

وتقول بكا وهي متضامنة أميركية من نيويورك حضرت إلى الأراضي الفلسطينية منذ شهور إن وضع السكان الفلسطينيين "سيئ جدا" مشيرة إلى تقصير الإعلام الأجنبي في وصف ونقل ما يجري.

وتضيف أنها تسعى لنقل الحقيقة قدر المستطاع لبلادها، مشيرة إلى أنها ساهمت في تنفيذ فعاليات احتجاجية ضد حملة نظمت في بلادها لجمع التبرعات بغرض بناء مستوطنة على أراض فلسطينية في منطقة سوسيا التي سبق وأن زارتها.

أما مايكل من ولاية كولورادو الأميركية والموجود في الأراضي الفلسطينية منذ ثلاثة أسابيع فيقول إنه يرى الاحتلال طوال الوقت، مضيفا أنه الوقت الذي يتمتع فيه الفلسطينيون بإرادة السلام يعمل الاحتلال ضد السلام.

المصدر : الجزيرة

إعلان