فلاحو فرنسا على الأجندة الانتخابية للرئيس القادم

سيد حمدي-باريس

استغل الفلاح الفرنسي زيارات المرشحين الرئاسيين للمعرض الدولي الزراعي بباريس لمطالبة الرئيس القادم للبلاد برفع أسعار المنتج الزراعي للتعويض عن تقليص الدعم الذي فرضته منظمة التجارة العالمية.

واعتبرت مديرة المعرض بياتريس كولي أن المعرض في حقيقته حدث زراعي بنكهة سياسية، ومناسبة لعقد لقاءات بين كبار رجال الدولة والأحزاب مع الفلاحين ومربي المواشي.

وتقول كولي للجزيرة نت إن المعرض في دورته الرابعة والأربعين اتسم بكثافة النشاط السياسي بسبب تزامنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن المرشحين يرغبون في لقاء العارضين وزوار المعرض المتوقع أن يصل عددهم إلى نصف مليون شخص.

وتضيف أن الساسة يهدفون من وراء زياراتهم ذات الطابع الدعائي والانتخابي إلى توصيل رسالة إلى الفلاح الفرنسي بتضامنهم معه، فيما يريد الفلاح بالمقابل أن يرى منهم تجسيداً لوعودهم الانتخابية خاصة أن هذا القطاع ينتج في العام ما قيمته 64 مليار يورو يمثل خمس الإنتاج الزراعي لدول الاتحاد الأوروبي مجتمعة ويحقق فائضاً حجمه 7.2 مليارات يورو.

تراجع الدعم
ويرى العارض بوبنيير بانغوي القادم بأبقاره من جنوب فرنسا أن المطلوب تعويض تراجع الدعم للقطاع الفلاحي برفع أسعار شراء المنتجات من محاصيل ولحوم وألبان، موضحا أن الدعم في حقيقة الأمر هو جزء من الضرائب التي يدفعها المواطن للدولة ويتم استرداده في صورة هذا الدعم بما يدعم القدرة على مواجهة الأسعار المتدنية للمنتج الأجنبي.

ووسط منشورات الدعاية للمرشحين التي تنتظر الرواد على أبواب المعرض وتتسلل إلى داخله، وجه بانغوي رسالة عبر الجزيرة نت إلى الرئيس القادم تطالبه بتبني سياسة تأخذ مصالح الفلاح بعين الاعتبار وتحدث التوازن بين مستوى الأسعار وبين نتائج انفتاح السوق.

" الفلاحون يطالبون الرئيس القادم بتبني سياسة تأخذ مصالح الفلاح بعين الاعتبار وتحدث التوازن بين مستوى الأسعار وبين نتائج انفتاح السوق "

أما زميله برنار كادو القادم من وسط فرنسا فيطلب من الرئيس الجديد سواء كان من اليمين أو اليسار أن يعتني بوضع العاملين في القطاع الفلاحي الذين يمثلون نسبة 4%من إجمالي السوق العاملة، والعمل على رفع أسعار منتجات هذا القطاع.

وأضاف وهو ينظر إلى أحد ثيرانه الذي يزن 1500 كلغ "يجب على الرئيس الجديد ألا يعبأ بالصورة الخاطئة عن الفلاح الفرنسي الكسول الذي يبحث عن الدعم دون أن يبذل الجهد اللازم.. فالفلاح الفرنسي أثبت نجاحاً وقدرة تنافسية على مستوى العالم".

التقاليد والمحافظة
ويؤيد كادو الاستفادة من الهندسة الوراثية لأنها لا تعنى فقط بالحجم ولكن أيضاً بنوعية الحيوان، ويذكر بفخر كيف أن أحد ثيرانه الذي يستفيد من هذه التقنية فاز بلقب بطل معرض العام قبل الماضي.

عارض ثالث قدم أيضاً من الوسط يعرب عن سعادته لزيارات المرشحين الرئاسيين "على الأقل ليظهروا اهتمامهم بمشاكلنا".

ويعقب الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه "صحيح أنهم لا يمكثون طويلاً معنا لكنهم في كل الأحوال يشعرون بحرارة الموقف الذي يعيشه قطاع الفلاحة".

ويؤكد على الفكرة الشائعة بأن هذا القطاع يميل سياسياً لليمين أكثر من اليسار "لأنه بطبعه أميل إلى التقاليد والمحافظة". كما أنه لا يتردد في القول إن الزراعة والرعي هما "روح فرنسا وشخصيتها الأصيلة".