الأساقفة الألمان يصفون إسرائيل بالعنصرية واليهود يحتجون
وصف أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الألمانية الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالعنصرية، وهو ما أثار استياء واسعا في صفوف الجالية اليهودية ذات النفوذ الكبير في ألمانيا.
وعبر الأساقفة الألمان -الذين قاموا أواخر الأسبوع الماضي بجولة على المعالم المسيحية في إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية- عن صدمتهم الشديدة لما شاهدوه خلال هذه الزيارة من مظاهر مروعة لمعاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وتوقع أسقف مدينة كولونيا الكاردينال يواخيم مايزنر سقوط الجدار العازل الذي أقامته إسرائيل مثلما سقط سور برلين، وقال في تصريحات نشرتها صحيفة فرانكفورتر الجماينة تسايتونج "لم أتصور لحظة أنني سأشاهد في حياتي صورا رهيبة مثل التي رأيتها في الأراضي الفلسطينية، وما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين هناك يتناسب مع الحيوانات وليس مع البشر".
وأعتبر أسقف مدينة أوجسبورج الكاردينال فالتر ميكسا أن من يري المعاناة المتواصلة للفلسطينيين من حقه أن يتحدث عن عزلة ذات طابع عنصري مفروضة على هذا الشعب، ورأي أن بناء الجدار العازل بين إسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية وتشييد عدد كبير من المستعمرات للمستوطنين اليهود يمثل من وجهة النظر الفلسطينية استفزازا إسرائيلياً متعمداً.
ووصف أسقف مدينة إيششتات الكاردينال جيورج ماريا هاينكا الممارسات الإسرائيلية مع الفلسطينيين بالعنصرية، وقال إنه صدم بسبب مشاهدته صباحاً للصور الموجودة في نصب ياد فاشيم بتل أبيب للضحايا اليهود في معسكر الاعتقال النازي ببولندا، بينما تحول إسرائيل الأراضي الفلسطينية إلى معسكر اعتقال كبير.
عداء للسامية
وقوبلت تصريحات الأساقفة الكاثوليك الألمان فور صدورها بهجوم عنيف من المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ومن السفارة الإسرائيلية في برلين، ووصف ديتر جراومان نائب رئيس المجلس اليهودي التصريحات بالفضيحة اللا أخلاقية وأنها تحمل في طياتها أبعادا عنصرية وعداء للسامية.
وأوضح أن من يقارن بين أوضاع الفلسطينيين الحالية ومعاناة اليهود في معسكرات الاعتقال النازية يظهر أنه لم يتعلم شيئاً من عبر التاريخ الألماني، وقال إن الإشارة إلى ارتكاب جرائم ضد الفلسطينيين خلف ضحايا النازي يمثل محاولة للتقليل من الإجرام النازي وجعله شيئا نسبيا.
من جانبه عبر السفير الإسرائيلي في ألمانيا شيمون شتاين عن غضبه الشديد من تصريحات أساقفة الكنيسة الكاثوليكية الألمانية التي نشرتها الصحف الألمانية على نطاق واسع، وأعتبر أن انتقادات الأساقفة لإسرائيل تثير أجواءً من التحريض العرقي وتحول إسرائيل إلى كيان شيطاني.
وأتهم شتاين الذين يقارنون بين السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ومعسكرات النازي بالفشل الأخلاقي ونسيان أحداث التاريخ الألماني.
الكنيسة ترد
وفي حين فشلت الجزيرة نت في الحصول على تعليق من الكنيسة الكاثوليكية على الضجة المثارة حول انتقادات أساقفتها لإسرائيل، رفض هانز لانجدورفر سكرتير مجلس رئاسة الكنيسة الكاثوليكية في بيان صحفي اتهام المجلس المركزي لليهود والسفير الإسرائيلي في ألمانيا لأساقفة الكنيسة بالتعامل مع النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بمعايير مزدوجة.
وأوضح أن ما صدر عن الأساقفة عبر عن مشاعر شخصية لحظية تولدت لديهم خلال زيارتهم لمدينة بيت لحم الفلسطينية، ونبه إلى تأكيد رئيس مجلس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا الكاردينال كارل ليمان خلال الزيارة على حق إسرائيل في الوجود.