مرشحا الرئاسة الموريتانية يطلقان آخر وعودهما

جانب من المؤتمر الصحفي الذي عقده ولد الشيخ عبد الله، ومسعود ولد بلخير (الجزيرة نت)

أمين محمد-نواكشوط

عقد المرشحان المتجاوزان إلى الدور الثاني بالانتخابات الرئاسية الموريتانية المستقل سيدي ولد الشيخ عبد الله، ورئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية أحمد ولد داداه مؤتمرين صحفيين مساء أمس، استعرضا خلالهما بعض التحالفات التي عقداها مجددين أيضا عددا من التعهدات التي وعدا بها خلال الحملة الانتخابية الماضية.

وجاء ذكل قبل يوم واحد من الاقتراع الأحد الحاسم والذي سيحدد من سيكون رئيس موريتانيا القادم، فيما وصف ما جاء بهذه المؤتمرين بأنه ربما الرسائل الأخيرة التي أراد المرشحان إيصالها للرأي العام المحلي والخارجي.

سيدي ولد الشيخ عبد الله عقد مؤتمره الصحفي وسط حضور مكثف لعدد من أبرز المرشحين والزعماء السياسيين الداعمين له في جولة الإعادة، فيما اختار أحمد ولد داداه أن يتخذ من مناسبة أخرى هي انضمام نحو أربعين إطارا من الناشطين في مكافحة العبودية له فرصة للحديث وتجديد التعهدات.

المؤتمران الصحفيان جاءا قبل يوم من عودة الناخبين لصناديق الاقتراع (الفرنسية-أرشيف)
المؤتمران الصحفيان جاءا قبل يوم من عودة الناخبين لصناديق الاقتراع (الفرنسية-أرشيف)

تعزيز الديمقراطية
وقال سيدي ولد الشيخ عبد الله إنه عاقد العزم على تقوية الديمقراطية الموريتانية، على اعتبار أنها الطريق الأسرع نحو التنمية الحقيقية.

وبخصوص العلاقة مع إسرائيل، قال إن هذا الموضوع سيخضع لنقاش داخل الهيئات المنتخبة "وهي وحدها الكفيلة باتخاذ ما تراه مناسبا في هذا الإطار".

وأكد ولد الشيخ عبد الله أن موريتانيا لا يوجد فيها إرهاب، وأن الجميع يتمثلون سماحة الإسلام واعتداله.

ووعد بحل مشكلة مشاركة الموريتانيين المقيمين بالخارج في تحديد مستقبل بلادهم، متعهدا بالسماح لهم بالتصويت في الاستحقاقات القادمة.

كما تعهد أيضا بالعمل على إشراك الجميع في الحكومة القادمة، مضيفا أنه رغم ذلك لم يتعهد خلال الحملة بتشكيل حكومة وحدة وطنية حتى لا يفهم الأمر على أنه مجرد محاولة لاستقطاب الناخبين.

بطانة السوء
أما ولد داداه فرأى أن مشكلة كل الرؤساء السابقين لموريتانيا هي بطانة السوء التي تزين لهم كل ما هو سيئ وخاطئ.

أحمد ولد داداه (الجزيرة نت)
أحمد ولد داداه (الجزيرة نت)

وطالب الجميع بعدم السماح لهؤلاء بالتأثير عليه في حالة نجاحه، متعهدا في هذا السياق بإنشاء وزارة خاصة للمظالم، وتعيين مستشار برتبة وزير لتدوين مظالم الناس، والاطلاع يوميا على مشاكل المواطنين.

ولد بلخير
لكن المؤتمرين الصحفيين لكلا المرشحين لم يخل من تداعيات إعلان المعارض السياسي المعروف مسعود ولد بلخير الحاصل على نحو 10% من الأصوات عن دعمه لولد الشيخ عبد الله، وهي القضية التي أثارت جدلا واسعا في الساحة الموريتانية خلال الأيام الماضية.

ففيما اعتبرها بلخير وعبد الله وأنصارهما حقا للرجل مارسه بكل حرية، ولا يجوز لأي كان أن يلجأ لمحاكمة النوايا أو لمحاسبة الناس على ممارسة اختياراتهم السياسية، اعتبره البعض تناقضا مع المواقف السابقة للرجل الداعية إلى توحيد قوى المعارضة وإلى الوقوف في وجه من يصفونه بمرشح العسكر، كما اعتبروا أنه أيضا مثل طعنة قوية لقوى التغيير.

ونفي ولد داداه خلال مؤتمره الصحفي هذا المساء أن يكون قد رفض مطالب ولد بلخير مؤكدا أنه أبدى كل الاستعداد لتنفيذ مطالبه، وأنه خيره بين رئاسة الوزراء وبين رئاسة البرلمان ولكنه لم يتلق أي رد من الرجل.

أما مسعود ولد بلخير نفسه فدافع عن قراره بدعم ولد الشيخ عبد الله بالتأكيد على أنه لا يتخذ قرارات حزبه بشكل تعسفي، أو غير ديمقراطي.

وقلل المعارض المعروف من شأن بعض الانسحابات التي شهدها حزبه بعد إعلان قراره، قائلا إن أغلب المنسحبين ينحدرون من منطقة الجنوب التي ينتمي إليها ولد داداه.

المصدر : الجزيرة

إعلان