استمرار التصويت وولد فال يجدد تعهده بتسليم السلطة
تتواصل في أنحاء موريتانيا عمليات التصويت التي بدأت اليوم الأحد لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين اثنين تجاوزا هذا الاستحقاق الهام في تاريخ البلاد، والذي يمثل المحطة الأخيرة في عملية نقل السلطة للمدنيين بعد الإطاحة بالرئيس السابق ولد الطايع عام 2005.
وقال الرئيس الموريتاني العقيد أعلي ولد محمد فال بعد إدلائه بصوته اليوم إن كل الإجراءات تم اتخاذها من أجل تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة، متعهدا بتسليم السلطة للرئيس المنتخب بشكل سلس.
وقال إن تسليم السلطة للرئيس القادم سيكون في حدود التاسع عشر من الشهر الجاري، وأضاف في مؤتمر صحفي عقده بعد إدلائه بصوته إن المجلس العسكري سيخضع لقوانين المؤسسة العسكرية وقوانين البلد بعد تسلميه السلطة للسلطات القادمة، مؤكدا أنه سيكون تحت تصرف الرئيس الجديد وإمرته.
وقلل من شأن الانتقادات التي وجهها المرشح ولد داداه لأعضاء بارزين في المجلس العسكري الحاكم بالتدخل لصالح منافسه في العملية الانتخابية، وقال "إن أي أحد لا يمكنه أن يثبت أن ضغوطا مورست على أي كان".
وكانت عمليات الاقتراع قد انطلقت في السابعة من صباح اليوم بتوقيت غرينتش والتي سيشارك فيها أكثر من مليون ناخب، ومن المقرر أن يستمر التصويت حتى السابعة مساء بنفس التوقيت على أن يبدأ فرز الأصوات بعد الإغلاق مباشرة.
ويخوض غمار هذه الجولة كل من المرشح سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الحاصل على 24.8% من أصوات الناخبين في الجولة الأولى، والمرشح أحمد ولد داداه (65 عاما) الحاصل على 20.68% من الأصوات في الجولة ذاتها.
تحالفات
وقد شهدت الفترة الفارقة بين الجولتين الانتخابيتين عقد الكثير من التحالفات لصالح كلا المرشحين، حيث انحاز إلى المرشح سيدي ولد الشيخ تسعة مرشحين خاسرين في الجولة الأولى، يمثلون إضافة إلى المرشح المدعوم نسبة 56.38% من الأصوات بحسب نتائج الجولة الأولى.
كما انحاز إلى المرشح أحمد ولد داداه سبعة من المرشحين الخاسرين في الجولة الأولى، والذين يمثلون إضافة إلى النتيجة التي حصل عليها المرشح نسبة 43.09% من الأصوات، في حين اختار مرشح واحد الدعوة إلى التصويت بالورقة البيضاء في جولة الإعادة.
شفافية
وفي نفس السياق أعلن رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات الشيخ سيد أحمد ولد باب مين اليوم أن لجنته تلتزم بتسخير كل الوسائل لضمان شفافية وانتظام العمليات الانتخابية.
ودعا الناخبين إلى المشاركة بقوة في هذا الاستحقاق من أجل تجسيد اختياراتهم الحرة، لكنه مع ذلك أشار إلى أن العملية الانتخابية تقتضي في النهاية القبول والاعتراف بحكم صناديق الاقتراع المنبثق عن انتخابات شفافة ونزيهة.
استمرار التدخل
من جهة ثانية حذرت إدارة حملة المرشح أحمد ولد داداه من مواصلة التدخل لصالح أحد المرشحين المتنافسين في هذه الجولة.
وقال محمد محمود ولد ودادي مدير حملة ولد داداه قبيل بدء الاقتراع إن أعضاء من المجلس العسكري الحاكم يواصلون التدخل لصالح منافسهم.
وأكد أن أعضاء في الحكومة الانتقالية وبعض كبار المسؤولين الإداريين من مديري شركات وطنية ومؤسسات عمومية ينخرطون في حملة تستخدم كل الإغراءات المعنوية والمادية لصالح المرشح المنافس. وقال إن إدارته خاطبت رئيس الوزراء بهذا الشأن، ولكن دون جدوى.
الناخبون
يذكر أن الناخبين يتوزعون على 13 ولاية (محافظة) تأتي في مقدمتها من حيث عددهم العاصمة نواكشوط (262.670 ناخبا)، تليها ولاية ترارزة جنوبي البلاد (136.737)، ثم ولاية الحوض الشرقي (117.661). أما أقل الولايات من حيث عدد الناخبين فهي إينشيري التي تقع شمال العاصمة (8008 ناخبين).
وسيصوت الناخبون الذين يصل عددهم إلى 1133152 في 2378 مكتبا انتخابيا يتوزعون على 53 مقاطعة.