احتفالات في لندن بمرور قرنين على إلغاء العبودية
قاد زعماء دينيون في لندن آلاف الأشخاص للاحتفال بالذكرى المئتين لإلغاء بريطانيا تجارة العبيد، وشقت مسيرتان طريقهما من وسط لندن وجنوبها إلى صلاة حاشدة في كينغتون بارك جنوب المدينة.
وأوضح الرئيس الروحي للكنيسة الأنجليكانية أن هذه المسيرة فرصة لإشراك الناس الذين كان أجدادهم منخرطين في ذلك (تجارة العبيد) وما زالوا يحسون بتأثيراته.
وكانت الكنيسة في بريطانيا اعتذرت بشكل رسمي على دورها في العبودية بعدما جرى في فبراير/ شباط 2006 تبني تعديل "يعترف بالضرر الذي لحق بأولئك الذين استعبدوا".
الاحتفال الأممي
وفي السياق تحتفل الأمم المتحدة غدا الاثنين بطي صفحة من أحلك الصفحات في تاريخ البشرية، بعد مرور 200 عام على إنهاء تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.
وقال الأمين العام الأممي بان كي مون إن مسألة أن تمثل الذكرى التي تحل سببا للاحتفال أم لا أمر مشكوك فيه، لأنه لم يتم بعد التغلب على مشكلة تهريب البشر بشكل كامل.
وقال بان في وقت سابق الشهر الحالي خلال افتتاحه معرضا أقامته المنظمة الدولية عن الرق إن الملايين ما زالوا يتعرضون سنويا لممارسات شبيهة بالرق بما في ذلك الاستعباد بالديون واستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة.
وأضاف في تصريحات أدلى بها في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إن "الضحايا عادة ما يكونون على درجة من الذعر إلى حد أنهم لا يتحدثون صراحة عن أوضاعهم".
وأصبحت الأشكال الحديثة للعبودية مثل عمالة الأطفال الذين لا يتم تعويضهم عليها وتجارة الجنس والاستعباد بالديون جرائم يعاقب عليها بموجب معاهدة وقعت عام 1956 ولكنها ما زالت تزدهر في بعض أنحاء العالم بحسب ما قالت الأمم المتحدة.
ويعود تاريخ العبودية إلى عهود قديمة فحتى أشهر الفلاسفة اليونانيين لم يروا في بيع وشراء البشر والتعامل معهم مثل الممتلكات أمرا مستهجنا. أما بين الرومان فكان سيد العبيد يملك القرار فيما يتعلق بحياة وموت ثروته من العبيد.
" أشهر الفلاسفة اليونانيين لم يروا في بيع وشراء البشر والتعامل معهم مثل الممتلكات أمرا مستهجنا " |
وفي عام 1444 عرض لأول مرة عبيد أفارقة للبيع علنا في لاغوس بنيجيريا. وأنشأت البرتغال مركزا لتجارة العبيد عام 1482 على طول ساحل الذهب أو غانا حاليا.
وكانت معارضة الأمم المتحدة للعبودية في وقت مبكر من تاريخها بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقر عام 1948.