البرادعي يزور بيونغ يانغ في مهمة حساسة وتاريخية

وأعرب محمد البرادعي في تصريحات صحفية خلال توقفه في بكين عن أمله بالاتفاق مع كوريا الشمالية على عودة مفتشي الوكالة بسرعة لتطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الجولة الأخيرة من المفاوضات السداسية يوم 13 فبراير/شباط الماضي.
لكنه أقر بأن مهمته "عملية معقدة جدا ونحتاج إلى درجة كبيرة من الثقة لنبني عليها"، موضحا أن "هناك الكثير من المسائل الأمنية والاقتصادية والسياسية التي ينبغي أخذها في الاعتبار".
وبموجب الاتفاق تعهدت بيونغ يانغ بتفكيك منشآتها النووية مقابل الوقود والضمانات الأمنية. ومن المقرر أن يضطلع مفتشو الوكالة الذرية بدور رئيسي في التحقق من التزامها بإغلاق مفاعل يونغبيون.
وكانت بيونغ يانغ طردت مفتشي الوكالة في ديسمبر/كانون الأول 2002, ثم انسحبت في العام التالي من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وأعلنت عام 2005 أنها تملك سلاحا نوويا, وقامت في أكتوبر/تشرين الأول من العام التالي بتفجير أول قنبلة نووية.
وتأتي زيارة البرادعي قبل أسبوع من عقد جولة جديدة للمحادثات السداسية في بكين تبدأ يوم 19 مارس/آذار الجاري.

هيل للصين
من جهة أخرى، يصل كبير المفاوضين الأميركيين في الملف النووي الكوري الشمالي كريستوفر هيل إلى بكين الأربعاء بهدف وضع تفاصيل الاتفاق، حسب ما أفادته وزارة الخارجية الأميركية.
ومن المتوقع أن يحضر هيل جلسات مجموعة عمل بشأن حظر الانتشار والأمن تم الاتفاق عليها في إطار اتفاق فبراير/شباط الماضي.
ومن المرجح أيضا أن يجتمع مع نظيره الشمالي كيم كاي جوان قبل جولة المفاوضات الجديدة، ويلتقي كذلك البرادعي الذي من المنتظر أن ينهي زيارته للشمالية في وقت متأخر من يوم الأربعاء.
وعن انطباع الولايات المتحدة عن مدى جدية بيونغ يانغ في إغلاق مفاعل يونغبيون، قال مسؤولون أميركيون فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم إن واشنطن رأت علامات في الأيام القليلة الماضية على أن كوريا الشمالية تستعد لإغلاقه.
وأعربوا عن اعتقادهم بأنه يمكن للكوريين الشماليين إغلاق المفاعل بحلول 13 أبريل/ نيسان المقبل وفقا لما ورد في الاتفاق، وقالوا "نحن واثقون بشكل معقول في أنهم سيتخذون تلك الخطوة".
وذكروا أن للولايات المتحدة أقمارا صناعية للتجسس كثيرا ما تركز على كوريا الشمالية وأن المعلومات تشير إلى أن أعمال صيانة أو ما شابهها تمت خلال الأسابيع الماضية، مشيرين إلى أن ذلك سيتضح بشكل أفضل بعد زيارة البرادعي.