زعيم التمرد بأفريقيا الوسطى يعود للبلاد إثر اتفاق سلام
عاد الزعيم حركة التمرد في جمهورية أفريقيا الوسطى عبد الله مسكين إلى البلاد بعد التوقيع على اتفاق سلام تاريخي مع حكومة أفريقيا الوسطى في ليبيا ينهي حالة العداء مع الرئيس فرانسوا بوزيزي الذي تولى السلطة عام 2003.
وأفادت رئاسة البلاد بأن عبد الله مسكين الذي كان مساعد الرئيس المخلوع آنج فليكس باتاسي والمطلوب من قضاء أفريقيا الوسطى، وصل إلى العاصمة بانغي ظهر السبت على متن طائرة بوزيزي رفقة الوزير السابق أندري رينغي لو غايار القريب من حركة التمرد.
ويأتي ذلك بعد ساعات من توقيع مسكين ورينغي في مدينة سرت الليبية مع وزير العدل في جمهورية أفريقيا الوسطى بول أوتو بحضور بوزيزي والزعيم معمر القذافي، اتفاق سلام ينهي على الفور الصراع القائم بين التمرد ونظام بانغي منذ سنوات.
وعلاوة على الوقف الفوري لإطلاق النار ينص الاتفاق على إدماج المتمردين في الحياة السياسية والجيش وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والعفو العام عن المقاتلين المتمردين.
إشادات بالاتفاق
وتعليقا على تلك الخطوة قال الزعيم الليبي إنه يثق بالجنرال عبد الله مسكين وبالرئيس بوزيزي في احترام الاتفاق، معتبرا أن "الحوار والديمقراطية هما الأسلوب الأمثل لحل مشاكلنا وأن القوة لا تسهم سوى في زعزعة الاستقرار".
ومن جانبه دعا بوزيزي، غريمه السابق إلى العودة للبلاد لكي يسهم في مجهود إعادة الإعمار والبناء الوطني.
وبدوره قال مسكين إن اتفاق السلام، الذي جاء ثمرة تقارب مع الجنرال بوزيزي، بدأ عبر لقاء في يناير/كانون الثاني في سرت على هامش قمة دول الصحراء والساحل، "يوم لا ينسى ومنعطف حاسم في تاريخ بلادنا".
وتحول عبد الله مسكين، قائد الحرس الشخصي للرئيس السابق باتاسي الذي أطيح به في انقلاب في مارس/آذار 2003، إلى عدو نظام أفريقيا الوسطى اللدود.
ودرجت السلطات منذ أربع سنوات على نسبة أي تحرك مناهض للرئيس بوزيزي أو مؤامرة تحاك ضده إلى مسكين.
وفي هذا السياق قال الرئيس المخلوع باتاسي من منفاه في طوغو إنه مستعد للدخول في مفاوضات سلام مع الرئيس بوزيزي بمشاركة رئيس البلاد الأسبق أندري كولينغبا.
هدوء تدريجي
على الصعيد الميداني قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لتقويم الوضع في أفريقيا الوسطى إن الوضع في شمال شرق البلاد التي شهدت هجمات للمتمردين نهاية 2006 يعود تدريجيا إلى طبيعته لكنه لايزال "هشا".
وقال فرانسوا دورو العضو في دائرة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة "المهم أولا هو تحسن الشروط الأمنية في منطقة بيراو (800 كلم شمال شرق بانغي) حتى الحدود السودانية".
وأوضح مسؤول الأمم المتحدة أن الوضع لايزال هشا وأن مزيدا من الجهود ضرورية لاستقراره، وهذا هدف مهمتنا التي سترفع تقريرها إلى الأمين العام للأمم المتحدة.