واشنطن تحمّل المعارضة مسؤولية تأجيل انتخاب سليمان

أعربت الولايات المتحدة عن أسفها لتأجيل جلسة مجلس النواب اللبناني التي خصصت لإقرار تعديل دستوري يمهد لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد ملقية باللائمة في ذلك على المعارضة.
وذكر بيان أصدره أمس المتحدث باسم وزارة الخارجية غونزالو غوليغوس أن البرلمان اللبناني أخفق مجددا في انتخاب رئيس جديد. وأوضح البيان أن غالبية أعضاء البرلمان كانت مستعدة للتصويت على المقترحات الخاصة بإجراء التعديل الدستوري المقترح "لكن أقلية في المعارضة رفضت أن يمر التعديل عبر الحكومة حسبما ينص عليه الدستور".
وأعرب غوليغوس في بيانه عن الأسف "لقيام بعض نواب المعارضة بالتمسك بإجراءات غير دستورية في موضوع انتخابات الرئاسة".
وكان من المفترض أن تنعقد تلك الجلسة الجمعة إلا أنها أرجئت بسبب الخلافات الحادة بين قوى المعارضة والأكثرية النيابية.
وحضر إلى قاعة المجلس نواب الغالبية وبعض نواب المعارضة وغاب عنها معظم نواب كتلة العماد ميشال عون وسط إصرار الأخير على إتمام صفقة بين الموالاة والمعارضة تشمل إلى جانب الإتيان بقائد الجيش رئيسا, الاتفاق على رئيس الحكومة المقبل.

ومعلوم أن رئيس البرلمان نبيه بري المحسوب على المعارضة أجل جلسة انتخاب سليمان إلى الثلاثاء المقبل لإفساح المجال أمام مزيد من المشاورات على صيغة التسوية في حين يساند حزب الله قطب المعارضة الآخر مطالب العماد عون.
وحث البيان الأميركي النواب والوزراء على اختيار رئيس جديد يعيد "الأوضاع بالبلاد إلى طبيعتها" مشددا على أن واشنطن ستواصل إلى ذلك الحين دعمها "للحكومة اللبنانية الشرعية" التي تنتمي إلى فريق 14 آذار ويرأسها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.
كوشنر والتقارب
في غضون ذلك تحدث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر عن تقارب في مواقف فريقي الموالاة والمعارضة من أجل التوصل لاتفاق بشأن انتخاب رئيس جديد للبلاد وذلك رغم تأجيل جلسة البرلمان المخصصة لذلك إلى يوم الثلاثاء.
وأعرب كوشنر قبل مغادرة بيروت -في ختام سلسلة تحركات لتقريب وجهات نظر الطرفين- عن سعادته إزاء ما سماه تراجع مساحة الخلاف بين الحكومة والمعارضة فيما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للعماد إميل لحود.
وقال كوشنر منهيا زيارته السابعة لبيروت "أتمنى أن يكون هناك نجاح كامل الثلاثاء المقبل (…) يبقى جهد صغير حتى يتم تعديل الدستور وتنتخب الأكثرية والمعارضة رئيس الجمهورية، وأنا سعيد بأنه يتم تذليل العوائق الواحدة تلو الأخرى".
وكان كوشنر قد التقى أثناء زيارته بيروت عدة مرات بأقطاب في الأكثرية والمعارضة إضافة إلى قائد الجيش ميشال سليمان والبطريرك الماروني نصر الله صفير.
إخوان مصر
وفي القاهرة نأت جماعة الإخوان المسلمين بنفسها عن تصريحات لأحد نوابها بالبرلمان المصري طالب فيها بتعديل الدستور اللبناني بعد إجراء تعداد سكاني جديد لحسم موقع الرئاسة الذي تشغله تقليديا شخصية مارونية.

وكان النائب الإخواني مصطفى عوض الله قد قال أمس في اجتماع للجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري، إنه يجب التعامل بموضوعية مع ضرورة تعديل الدستور اللبناني على ضوء "تزايد أعداد المسلمين كحقيقة يجب التعامل معها"، مطالبا بعمل تعداد للسكان في لبنان لتوضيح هذه الحقيقة.
لكن الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام لكتلة الإخوان البرلمانية (88 نائبا) أكد للجزيرة نت أن هذه التصريحات "تعبر عن الرأي الشخصي لصاحبها، ولا تعكس وجهة نظر جماعة الإخوان ونوابها من الأزمة السياسية في لبنان".
وأضاف البلتاجي أن موقف الإخوان من الأزمة اللبنانية "معروف للجميع، بأنه ينادي بحل توافقي ومجتمعي ينهي حالة الاحتقان والتجاذبات السياسية في لبنان، ويمهد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية يدعمه الشعب اللبناني كله الموالاة والمعارضة والمجتمع الدولي.