المؤسسات الإعلامية الخليجية وصعوبات التدريب المهني

الشارقة تحتضن الأكادمية الخليجية للغة العربية


شرين يونس-أبو ظبي
تعانى المؤسسات الإعلامية بالخليج العربي من صعوبة تطبيق منهج "التدريب والتأهيل" للعاملين بها للعديد من الأسباب، منها الكلفة المادية ونقص الكوادر التدريبية.

أدوات مكلفة
ويعدد رئيس قسم التطوير والاستشارات بمركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير بقطر عمار الشيخ أسباب قلة المراكز التدريبية التابعة للمؤسسات الإعلامية الخليجية، ومنها التكلفة المادية سواء لاستحضار المدربين أو توفير مستلزمات التدريب وأدواته.

ويؤكد الشيخ للجزيرة نت في الوقت نفسه عدم اقتناع مسؤولي تلك المؤسسات بأهمية التدريب واعتمادها على مبدأ الموظف "الجاهز".

استثمار طويل الأمد
المشكلة -حسب خبير التدريب الإعلامي أحمد محمد- تكمن في أن المؤسسات الإعلامية سواء الخليجية أو العربية عامة، قائمة على فكر "الفرد" وليس على "النظام المؤسسي".

ويرى محمد أنه يمكن تطبيق منهج التدريب بأقل الإمكانيات، في حالة وجود "نية حقيقية" بالمؤسسة، مضيفا للجزيرة نت أن المؤسسات الجادة تنظر إلى التدريب باعتباره "استثمارا طويل الأمد" سرعان ما يتم استرجاعه.

"
المؤسسات الجادة تنظر إلى التدريب باعتباره "استثمارا طويل الأمد" سرعان ما يتم استرجاعه
"

نقص التمويل سبب الإغلاق
أما علي الزكري وهو مدير تنفيذي سابق لمركز تدريب بدبي فيشير إلى أن المؤسسة تم إغلاقها جراء نقص التمويل والتسويق، واستنزاف الموارد المالية فى إحضار المدربين الأجانب لعدم وفرة نظرائهم العرب.

ويضيف الزكري الذي يعمل أيضا مراسلا لصحف يمنية سعودية أن عزوف المؤسسات الإعلامية عن تدريب موظفيها جعل النسبة الأغلب من المتدربين من إدارات الإعلام بالمؤسسات الحكومية وموظفي شركات العلاقات العامة والشركات الخاصة والجيش.

التدريب مجاني
وتبدو تجربة دار الخليج الإماراتية مغايرة بعض الشيء، فهي تلاقي إقبالا كبيرا في مركز التدريب الإعلامي التابع لها، حيث نظم المركز الذي بدأ عمله في 2004 نحو 36 دورة تدريبية، التحق بكل منها نحو 12 متدربا.

لكن هذا المركز ينظم دوراته بالمجان، يساعده في ذلك تخصيص وقف "أتاح له الإنفاق على تلك الدورات، وما تكلفه من استجلاب المدربين وتوفير قاعات التدريب بمستلزماتها"، حسب ما ذكره للجزيرة نت مشرف المركز ومستشار الدار خالد عبد الله.


ورغم حداثة ثقافة التدريب بالمؤسسات الإعلامية الخليجية، يرى عبد الله أنه أصبح لها صدى بالإمارات، خاصة مع وعي المؤسسات الإعلامية بأهميتها فى إغناء مهارات العاملين بها.

ويؤكد عبد الله أن هناك توازنا للمتقدمين للالتحاق بالدورات، سواء بين المرشحين من قبل المؤسسات الإعلامية، أو المبادرات الفردية للإعلاميين، دون أن يذكر البيانات الدقيقة لذلك.

وبرر تخوف المؤسسات الإعلامية عامة من تدريب العاملين بها والإنفاق السخي على ذلك، لشيوع فكرة "سيولة الإعلاميين" وانتقالهم من مؤسسة إلى أخرى، وبالتالي عدم ضمانها الإفادة منهم بما يناسب الإنفاق على تدريبهم.

وذكر عبد الله أن هناك مشاكل واجهت المركز خاصة مع مبدأ مجانية الدورات، منها عدم التزام المتدرب بقواعد الحضور، إضافة إلى عدم استيعاب الإعلاميين المتدربين لأهمية التدريب، واعتبارهم الحصول على "شهادة التدريب" هو الهدف الأساسي للالتحاق بالدورات.

ولفت أيضا إلى مشاكل فنية تتعلق بقلة الخبراء من المدربين ذوي القدرة على التدريب وإيصال المعلومات للآخرين، خاصة فى مجالي التصوير والإخراج.

المصدر : الجزيرة