مسلحو الصومال يحضّرون لهجوم و17 قتيلا بمقديشو

مقاتلو المحاكم الإسلامية جنوب الصومال

مقاتلون من المحاكم الإسلامية في إحدى مناطق جنوب الصومال (أرشيف)

يتوقع مسؤولون صوماليون أن تشن المحاكم الإسلامية التي أعادت تجميع صفوفها هجوما واسعا على القوات الحكومية والقوات الإثيوبية التي تدعمها وذلك في وقت اشتدت فيه حدة العنف في العاصمة مقديشيو وخلفت أحدث موجة عنف فيها نحو 17 قتيلا.

واعترف مسؤولان صوماليان كبيران بأن أغلب أراضي البلاد أصبحت خارج سيطرة الحكومة الانتقالية في وقت بدأت فيه المحاكم الإسلامية -التي أطيح بها قبل نحو عام من طرف القوات الحكومية مدعومة بالجيش الإثيوبي- تسترجع قوتها.

كما أقر مدير الأمن في وزارة الأمن الوطني في الحكومة الانتقالية شيخ قاسم إبراهيم نور في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس بأن الحكومة غير قادرة على مقاومة "الإسلاميين" أو إيقافهم.

وحسب المسؤول الأمني الصومالي فإن "نحو 80% من أراضي الصومال ليست آمنة وليست تحت سيطرة الحكومة, وإن الإسلاميين يعيدون تجميع صفوفهم تحضيرا لشن هجوم كبير ضد الحكومة والقوات المتحالفة معها".

من جانبه أشار المتحدث الرئاسي الصومالي حسين محمد محمود إلى أن المسلحين يعاودون التجمع ولديهم "أسلحة كثيرة ومقاتلون أجانب".

وعزا تيد داغني -المتخصص في الشأن الأفريقي في خدمات البحث التابعة للكونغرس الأميركي- التأييد الشعبي للمحاكم الإسلامية إلى كون المحاكم تمكنت خلال فترة حكمها الممتدة لستة أشهر من إعادة السلام إلى الصومال ومنحت الشعب أملا في العيش بسلام بعد نحو عقدين من العنف.

لكن مسؤولين إثيوبيين نفوا عودة "الإسلاميين" من جديد. وقال بيركيت سيمون المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإثيوبي إن الحقائق على الأرض تقول إن المسلحين في حالة يرثى لها ويواجهون مصاعب كبيرة.

صوماليون ينقلون أحد ضحايا القصف الذي تعرض له سوق بكارة بالعاصمة (رويترز)
صوماليون ينقلون أحد ضحايا القصف الذي تعرض له سوق بكارة بالعاصمة (رويترز)

تزايد المسلحين
وفي السياق ذاته، أفاد عضو في منظمة "شباب" التي يعتقد أنها الجناح المسلح للمحاكم الإسلامية في مدينة كيسمايو، بأن عدد المسلحين يتزايد وسط الصومال بعد شهور من الاختباء.

وأشار العضو بمنظمة "شباب" في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس إلى أن جماعته ترسل العديد من الجنود إلى مقديشو يوميا لقتال القوات الإثيوبية.

وفي تطور قد يعكس تزايد قوة المسلحين شكل أحد الفصائل المسلحة الصومالية جبهة إسلامية جديدة، يعتقد أنها تمثل الجناح العسكري لجماعة الاعتصام بالكتاب والسّنة التي كانت تعرف في الصومال باسم جماعة الاتحاد الإسلامي.

وقد حددت الجبهة التي يرأسها بشير أحمد صلاد جملة أهداف لها بينها مقاومة الوجود الإثيوبي وتحرير الصومال والعمل على إقامة دولة إسلامية عربية موحدة على أرضه.

قصف ومواجهات
وفي مؤشر على تدهور الوضع الأمني بالبلاد خلفت موجة العنف التي شهدتها العاصمة مقديشيو أمس الخميس 17 قتيلا وعشرات الجرحى. فقد قتل 12 شخصا معظمهم مدنيون وأصيب 40 آخرون جراء سقوط قذائف هاون على سوق بكارة جنوبي مقديشو وفق مصادر طبية صومالية توقعت ارتفاع عدد القتلى.

وسبق هذا القصف سقوط خمسة قتلى في معارك متفرقة بمقديشو، فيما تواصلت شمالي المدينة اشتباكات عنيفة بين المسلحين من جهة وقوات حكومية صومالية وإثيوبية من جهة أخرى.

وتشير بعض الإحصائيات إلى أنه منذ سقوط مقديشو واندحار المحاكم قبل نحو عام قتل نحو 6000 مدني في مقديشو جراء المواجهات بين المسلحين والقوات الحكومية والإثيوبية. كما تسببت تلك المواجهات في تشريد نحو 720 ألفا آخرين.

جانب من مواجهات بين مسلحين وقوات حكومية بمقديشيو (الجزيرة)
جانب من مواجهات بين مسلحين وقوات حكومية بمقديشيو (الجزيرة)

تحالف معيق
ويرى زعماء قبيلة الهوية النافذة في مقديشو والتي يتحدر منها معظم المسلحين في العاصمة أن تحالف الجيش الإثيوبي مع القوات الحكومية الصومالية يعوق التوصل لحل سياسي في البلاد.

وقال المتحدث باسم الهوية في مقديشو عبدولاي حسن أبوكار لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يمكن حل مشكلة الصومال إلا من قبل الصوماليين"، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون ممكنا إلا في حال رحل الإثيوبيون. ووافقه الرأي قياديان آخران في القبيلة.

لكن وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية محمد محمود غولاد قال إن هؤلاء المسؤولين لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يمكنهم وقف المعارك، متهما إريتريا بدعم المسلحين.

المصدر: الجزيرة + وكالات

إعلان