قتلى في مقديشو واعتراف حكومي بعدم السيطرة على البلاد

r_A civilian wounded during a blast is carried into Madina hospital in Mogadishu December 13, 2007. Mortar bombs killed at least nine people in Mogadishu's busy Bakara Market

سقط عشرات القتلى والجرحى الخميس في قصف تعرض له سوق رئيسي في العاصمة الصومالية واشتباكات متفرقة شهدتها المدينة بين مسلحين وقوات الحكومة الانتقالية مدعومة بقوات إثيوبية.
 
وجاءت هذه الهجمات الدامية بعد ساعات من اعتراف مسوؤلين صوماليين كبيرين بعدم سيطرة الحكومة على معظم أراضي البلاد، وإشارتهما إلى أن المسلحين أعادوا تجميع قواتهم استعدادا لشن هجوم واسع.
 
وفي أعنف الهجمات لقي 12 شخصا مصرعهم معظمهم مدنيون وأصيب 40 آخرون جراء سقوط قذائف هاون على سوق بكارا جنوبي مقديشو وفق مصادر طبية صومالية توقعت ارتفاع عدد القتلى.
 
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الطبيب حسن عثمان عيسى في "مستشفى مدينة" قوله إن 19 من المصابين في حالة خطيرة.
 

وسبق هذا القصف سقوط خمسة قتلى في معارك متفرقة بمقديشو، فيما تتواصل شمالي المدينة اشتباكات عنيفة بين المسلحين وقوات حكومية صومالية وإثيوبية.
   
هجوم واسع

مقاتلون من المحاكم الإسلامية جنوب الصومال (الجزيرة-أرشيف)
مقاتلون من المحاكم الإسلامية جنوب الصومال (الجزيرة-أرشيف)

وقبل ساعات من تعرض مقديشو للقصف والاشتباكات أقر مدير الأمن في وزارة الأمن الوطني في الحكومة الانتقالية شيخ قاسم إبراهيم نور بعدم مقدرة الحكومة على مقاومة "الإسلاميين".

 
وأشار إلى أن "نحو 80 % من أراضي الصومال ليست آمنة وليست تحت سيطرة الحكومة, وأن الإسلاميين يعيدون تجميع صفوفهم تحضيرا لشن هجوم كبير ضد الحكومة والقوات المتحالفة معها".
 
ووجه نور في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي لمساعدة حكومته، قائلا إن من أسماهم المقاتلين الإسلاميين يتواجدون في كل مكان.
 
من جانبه أشار المتحدث الرئاسي الصومالي حسين محمد محمود إلى أن المسلحين يعاودون التجمع ولديهم "أسلحة كثيرة ومقاتلون أجانب".
 
ويأتي اعتراف مسؤولين في الحكومة الصومالية الانتقالية بعدم السيطرة على الأوضاع في البلاد، فيما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن عضو في منظمة "شباب" التي يعتقد أنها الجناح المسلح للمحاكم الإسلامية في مدينة كيسمايو أن مجموعته ترسل العديد من الجنود إلى مقديشو يوميا لقتال القوات الإثيوبية.
 
وتقع كيسمايو على بعد 500 كلم إلى الجنوب من مقديشو وتعد ثالث أكبر مدينة صومالية.
 
عراقيل الحوار


 
ملف خاص 
 
ملف خاص 

ووسط هذه التطورات الميدانية رأى زعماء قبيلة هوية النافذة في مقديشو التي يتحدر منها معظم المسلحين في العاصمة أن تحالف الجيش الإثيوبي مع القوات الحكومية الصومالية يعيق التوصل لحل سياسي في البلاد.

 
وقال المتحدث باسم الهوية في مقديشو عبدولاي حسن أبوكار لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يمكن حل مشكلة الصومال إلا من قبل الصوماليين"، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون ممكنا إلا في حال رحل الإثيوبيون.
 
ووافقه الرأي أحد ممثلي هوية ويدعى سراج شيخ حسن، كما أكد نور كارشي القيادي في القبيلة أن "المسلحين يعارضون الاستعمار الجديد  للصومال من قبل الإثيوبيين، وفور رحيل هؤلاء لن تكون هناك معارك".
 
لكن وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية محمد محمود غولاد قال إن "الممثلين المزعومين لقبيلة الهوية لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يمكنهم وقف المعارك، لأن الشباب (المقاتلين الإسلاميين) ليسوا تحت سلطتهم" قبل أن يتهم إريتريا بدعم المسلحين.
 
وتشهد مقديشو أعمال عنف شبه يومية تحصد أرواح المدنيين منذ هزيمة المحاكم الإسلامية وسقوط مقديشو نهاية العام الماضي, على يد الجيش الإثيوبي الذي ساند القوات الحكومية.
 
وأسفرت المعارك منذ ذلك الوقت حسب أرقام أممية عن تشريد ما لا يقل عن 600 ألف شخص، فيما أشارت جماعة محلية لحقوق الإنسان إلى مقتل نحو 6000 مدني في مقديشو هذا العام وتشريد نحو 720 ألفا آخرين.
إعلان
المصدر: الجزيرة + وكالات

إعلان