تحذيرات من جعل حق عودة الفلسطينيين ورقة مساومة سياسية

المشاركون حذروا من تحويل حق العودة لورقة مساومة سياسية
المشاركون أكدوا ضرورة ترك خيار العودة لكل فرد فلسطيني (الجزيرة نت)
 
 
أكد سياسيون وأكاديميون حق العودة للشعب الفلسطيني محذرين من المساس بهذا الحق معتبرين أنه قابل للتطبيق وأن أي محاولة لاعتباره ميئوسًا منه ترمي لتصفية القضية الفلسطينية وخدمة المشروع الصهيوني.
 
وقال رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق عدنان أبو عودة إن بعض السياسيين في منظمة التحرير الفلسطينية يعتقدون "أن غالبية اللاجئين لن يختاروا العودة وبالتالي يرون أن لا جدوى من استمرار البحث في هذا الخيار".
 
خيار العودة
وأضاف في تصريح للجزيرة نت على هامش ندوة حول حق العودة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط ونقابة المهندسين الأردنيين أمس أن "بعضا آخر من السياسيين في المنظمة يصر على المطالبة بحق العودة وترك الخيار في تنفيذه لكل فرد فلسطيني".
 
كما أوصت ندوة "حق العودة بين النظرية والتطبيق" بضرورة تكاتف الجهود العربية والإسلامية لتثبيت حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وحذر المشاركون فيها من تحويل القضية إلى قضية فلسطينية إسرائيلية.
 
أبو عودة: يجب عدم التنازل عن حق العودة(الجزيرة نت)
أبو عودة: يجب عدم التنازل عن حق العودة(الجزيرة نت)

وبين أبو عودة أنه يجب عدم التنازل عن حق العودة، ويمنع تحويله إلى ورقة مساومة سياسية مؤكداً ضرورة تثبيت هذا الحق، ثم ترك الحرية لكل فلسطيني في العودة أو البقاء في الشتات.

 
كما نبه إلى أن المعركة السياسية مع الجانب الإسرائيلي لابد أن تركز على الجانب القانوني لانتزاع اعتراف إسرائيل بهذا الحق، مشيراً إلى أن إسرائيل ترفض الاعتراف به لإدراكها أنه سيكون اعترافا بمسؤولياتها عن عذابات الشعب الفلسطيني.
 
الثوابت الفلسطينية
من جهته طالب رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد القوى الفلسطينية بنبذ خلافاتها في هذه المرحلة الدقيقة محذرا من المشاريع السياسية لتصفية حق العودة، وأشار إلى ما تمخضت عنه وثيقة جنيف من تصفية لهذه الحق.
 
كما حذر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إبراهيم غوشة السياسيين الفلسطينيين من التفاوض على الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة.
 
وأكد للجزيرة نت على هامش الندوة أن حق العودة ليس ورقة مساومة سياسية وأن من يتفاوضون عليه يقومون بذلك –على حد قوله- في الغرف المظلمة لمعرفتهم تمسك الشعب الفلسطيني بهذا الحق.
 
غوشة حذر الفلسطينيين من التفاوض على الثوابت السياسية ومنها حق العودة (الجزيرة نت)
غوشة حذر الفلسطينيين من التفاوض على الثوابت السياسية ومنها حق العودة (الجزيرة نت)

وتساءل غوشه عمن "يمكنه شطب فلسطينيي القدس والـ48 واللاجئين خارج فلسطين واعتبار فلسطين هي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط؟".

 
من طرفه اعتبر نقيب المهندسين الأردنيين وائل السقا أن الصراع مع العدو الصهيوني أثبت أن الاتفاقيات هي سراب لا طائل من ورائه وأن طريق المقاومة والقوة هي الطريق نحو العودة والتحرير.
 
مفاتيح البيوت
إعلان
ولفت السقا النظر إلى أن اللاجئين الفلسطينيين لا يزالون يحتفظون بمفاتيح بيوتهم في فلسطين وأن عبارتهم التي ترددها الأجيال هي "هذا مفتاح بيت أبي، وسيظل هكذا حتى أموت، فيأخذه أحفادي ويتناقلوه، فهم بالطبع عائدون".
 
ووفقاً لمنظمي الدورة فقد كان مقررا أن يشارك فيها كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي إلا أنهم جميعاً اعتذروا عن الحضور لأسباب تتعلق بارتباطات مختلفة.
 
وتجيء هذه الندوة لتقييم جهود سبعة أعوام منذ انعقاد مؤتمر "فلسطينيي الشتات" عام 2000 في الأردن الذي يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين فيه أكثر من مليونين، أما عددهم خارج فلسطين التاريخية فيبلغ أكثر من خمسة ملايين.
 
ويوجد في الأردن عشرة مخيمات للاجئين الفلسطينيين تتوزع بين مناطق عمان والزرقاء وإربد، تشرف عليها إداريا دائرة الشؤون الفلسطينية التابعة لوزارة الخارجية الأردنية.
المصدر: الجزيرة

إعلان